بدأ العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس أمس زيارة إلى المغرب، هي الأولى له إلى بلد عربي وإفريقي منذ اعتلائه العرش خلفاً لوالده خوان كارلوس الذي تنحى طوعاً. وخُصص للضيف الإسباني استقبال حاشد، وفق التقاليد المغربية، قبل أن يجري مباحثات سياسية مع العاهل المغربي الملك محمد السادس، على مائدة إفطار انضم إليها أعضاء الوفدين الرسميين. وقال سفير المغرب في مدريد محمد فاضل بنيعيش، إن الزيارة تعكس الإرادة المشتركة للبلدين في توطيد علاقات التعاون وحسن الجوار وفق منظور استراتيجي، إضافة إلى نوعية العلاقات الشخصية القوية والودية التي تجمع عاهلي البلدين. ورأى أن الحدث يشكل حافزاً قوياً وقيمة مضافة للارتقاء بعلاقات «تساعد على تجاوز الصعوبات التي تظهر أحياناً بين البلدين» في إشارةٍ إلى تداعيات استمرار «الاحتلال الإسباني» لمدينتي سبتة ومليلية شمال المغرب، وبروز خلافات في التعاطي في ملف الصحراء، على رغم أن العاصمتين تجاوزتا الكثير من مظاهر الفتور التي كانت اعترت علاقاتهما في وقت سابق. من جهة أخرى، قال السفير الإسباني في الرباط خوسي كارخا خال سالينو، إن الزيارة ستعطي دفعة جديدة للعلاقات المتميزة بين البلدين الجارين التي وصفها أنها تمر «بمرحلة جيدة»، معرباً عن أمله في توسيع التعاون ليشمل المجتمع المدني والجامعات والأوساط الأكاديمية، في إشارة إلى حرص مدريد على تشجيع انتشار اللغة الإسبانية، بعد أن باتت تحتل المركز الثاني في المعاملات الاقتصادية مع المغرب بعد فرنسا. ويأمل المغرب في استمرار دعم مدريد جهود الأممالمتحدة لإنهاء نزاع الصحراء وفق صيغة «الحل السياسي»، فيما ترغب مدريد بإرجاء البحث في إشكالات مدينتي سبتة ومليلية، والانصراف إلى تقوية التعاون الاقتصادي والتجاري. وارتفعت أصوات إسبانية تنادي بدعم المغرب في جهوده للتخفيف من حدة الهجرة غير الشرعية، إذ يجري التنسيق بين القوات المغربية والإسبانية للحد من توالي محاولات اقتحام السياج الأمني الذي يفصل بين سبتة ومليلية والأراضي المغربية. وتبدي إسبانيا اهتماماً أكبر باتساع نطاق التحركات الإرهابية، بخاصة في ضوء تفكيكها خلايا عدة شملت «جهاديين» تطوعوا للقتال في سورية والعراق.