طهران - «الحياة»، أ ف ب - أكدت إيران أمس أن أي تدخل خارجي في سورية سيزعزع استقرار ذلك البلد، نافية الاتهامات بأنها كانت «شريكاً في مذبحة» المدنيين عن طريق تزويد النظام السوري بالأسلحة. وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست رداً على سؤال خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي: «إننا لا نتدخل إطلاقاً في الشؤون الداخلية السورية وتعتبر طهران أن تدخل دول أخرى يشكل خطراً على استقرار سورية وأمنها». وجاءت تصريحاته رداً على اتهام الإخوان المسلمين أول من أمس روسيا والصين وإيران بأنهم «شركاء مباشرون في المذبحة البشعة التي تنفذ على شعبنا» من خلال تقديمهم «الدعم» و «السلاح والعتاد» لنظام الرئيس بشار الأسد. وكان من المقرر أن ترسل إيران نائب وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان إلى العاصمة السورية ليلة أمس لزيارة قالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) إنها تهدف إلى مناقشة «العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية». وأشاد مهمانبرست بموسكو وبكين لاستخدامهما الفيتو على قرار في مجلس الأمن يدين سورية. وقال: «لقد تم إحباط هدف بعض الدول... بفضل حس المسؤولية لدى روسيا والصين. هذه الدول (الغربية والعربية) كانت تحاول التمهيد للتدخل سياسياً وعسكرياً في سورية للقضاء على جبهة المقاومة (ضد إسرائيل) وضمان أمن النظام الصهيوني». وأضاف أن الحل الوحيد هو المساعدة على «خلق الجو المؤاتي لإجراء محادثات وتطبيق الإصلاحات في سورية». وانتقد مهمانبرست أيضاً موقف تركيا من الأزمة السورية. وقال إن «بعض المسؤولين الأتراك لديهم حسابات خاطئة في شأن سورية وننصحهم بأن يكون لهم فهم أكثر دقة لشؤون ذلك البلد وخلق جو يساعد على حل المسائل في سورية». واعتبر المسؤول الإيراني أن أفضل حل لمشكلة سورية يتمثل في القيام بالإصلاحات المطلوبة داخل سورية، محذراً من تفاقم الأوضاع بسبب تدخلات الآخرين والاتجاه نحو تسليح بعض الجماعات السورية. إلى ذلك، أعلن مهمانبرست أن 11 من الزوار الإيرانيين ال22 الذين خطفتهم مجموعات مسلحة في الأسابيع الماضية في سورية، قد أفرج عنهم. وتابع: «بمساعدة دولة صديقة... تم الإفراج عن 11 من الزوار» الإيرانيين، ولم يقدم مزيداً من التفاصيل. وأفرج عن الزوار الإيرانيين قرب الحدود التركية التي اجتازوها سيراً لبلوغ قرية كولجولار في محافظة هاتاي (جنوب) حيث تولى الدرك التركي الاهتمام بهم، كما ذكرت وكالة أنباء الأناضول. ثم نقلوا إلى مركز الدرك في كربياز من أجل استجوابهم، كما أضافت الوكالة. وكان 22 من الزوار الإيرانيين خطفوا في الأسابيع الماضية بأيدي مجموعات مسلحة في سورية. وعلى اثر عمليات الخطف هذه، منعت إيران رعاياها من التوجه براً إلى سورية. ويتوجه مئات آلاف الإيرانيين سنوياً لزيارة ضريح السيدة زينب جنوبدمشق.