نيويورك: تقود بريطانيا وفرنسا جهودا تسعى من أجل استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي لادانة سوريا ، بسبب القمع العنيف للاحتجاجات الشعبية ضد نظام الرئيس بشار الأسد ،بينما تعارض روسيا ذلك وتلوح باستخدام حق النقض "الفيتو". وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه في مقر الاممالمتحدة في نيويورك انها مسألة "ايام وربما ساعات" قبل ان يصوت مجلس الامن على مشروع قرار يدين سوريا.
وأضاف جوبيه أن المجلس لا يمكن أن يبقى بدون إي إجراء مع استمرار تصاعد أحداث العنف.
وبدوره ، اوضح وزير الخارجية البريطاني وليام هيج أن بريطانيا تبحث مع شركائها في الاتحاد الاوروبي احتمال فرض مزيد من العقوبات على سوريا.
وقال في البرلمان البريطاني "الرئيس الاسد يفقد الشرعية وعليه اما الاصلاح أو التنحي". وفي المقابل ، اعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الثلاثاء في اوسلو ان بلاده ما زالت تعارض فكرة اصدار قرار في مجلس الامن الدولي يدين سوريا. وقال لافروف خلال مرتمر صحفي "في ما يتعلق بمسألة بحث مجلس الامن للوضع السوري، نعتبر ان العمل يجب ان يهدف الى حل المشاكل بالوسائل السياسية وليس خلق شروط لنزاع مسلح اخر". واضاف الوزير الروسي الذي نشرت وكالة ايتار تاس تصريحاته ان "مجلس الامن والاسرة الدولية تورطا اصلا في الوضع الليبي". وسيستمع المجلس إلى تقرير مساعد السكرتير العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية لين باسكوي بشأن أحدث التطورات في سوريا خاصة تلك التي وقعت في نهاية الأسبوع وأسفرت عن مقتل العديد من الأطفال.
وكان الرئيس الامريكي باراك اوباما قد قال الشهر الماضي انه يتعين على الاسد ان يقود انتقالا الى الديمقراطية أو "يتنحى جانبا".
لكن سفير روسيا لدى الاتحاد الاوروبي فلاديمير تشيزوف قال في بروكسل "الامل في قرار من مجلس الامن الدولي على نمط القرار 1973 بخصوص ليبيا لن يلقى تأييدا من جانب بلادي".
وقد جرى الشهر الماضي توزيع مشروع القرار الذي سيجري التصويت عليه بشأن سوريا، وهو يحذر من أن أحداث العنف التي ترتكب حاليا في سوريا قد ترقى الى "الجرائم ضد الإنسانية". ولا يوصي مشروع القرار بالتدخل العسكري في سوريا.
عملية دقيقة
في هذه الأثناء ، نشرت صحيفة "الوطن" السورية المستقلة الصادرة الأربعاء معلومات عن مصادر وصفتها بالمطلعة والموثوقة بأن الجيش السوري ينوي تنفيذ عملية دقيقة في منطقة جسر الشغور من أجل تخليص المدينة من المجموعات المسلحة التي سيطرت على مساحات واسعة منها وفق رواية الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن حصيلة القتلى في المدينة ارتفع إلى 123 شخصا بعد أن توفي ستة عناصر الثلاثاء نتيجة جراح أصيبوا بها.
وكان التليفزيون السوري قد بث الثلاثاء مشاهد لما قال انها مجازر وقعت في المدينة الواقعة بالقرب من الحدود السورية مع لواء الاسكندرونة التركي.
وفي المقابل ، يتوقع سكان بلدة جسر الشغور هجمات جديدة لقوات الأمن ويحاولون الاحتماء منها.
وقال أحد الناشطين لوكالة أنباء "رويترز" إن الجيش يتخذ مواقع حول البلدة وإن القوات تتقدم نحو البلدة من جهة حلب. وكان وزير الاعلام السوري عدنان محمود قد صرح الإثنين "إن الجيش سيقوم بواجبه في استعادة الأمن في البلدة". وقد فر بعض السكان الى القرى القريبة من الحدود التركية.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصادر محلية تركية إن مجموعة مؤلفة من 122 شخصا معظمهم من مدينة جسر الشغور قد وصلوا الى تركيا بعد اجتيازهم الحدود بطريقة غير قانونية الى قرية
واضافت ان رجال الامن الاتراك فرضوا طوقا امنيا حول اللاجئين الذين نقلوا الى صالة احتفالات في قرية كربياز كيو في محافظة هاتاي بجنوب تركيا قبل ان يتم نقلهم الى مخيم للاجئين اقامه الهلال الاحمر التركي في منطقة يايلاداج على بعد 45 كلم من تلك القرية الحدودية.
هذا وقد نفت سفيرة سوريا لدى فرنسا لمياء شكور التقارير التي تحدثت عن استقالتها من منصبها احتجاجا على قمع الحكومة للاحتجاجات قائلة إن تلك التقارير هي جزء من حملة تضليل تستهدف دمشق.
ذكرى النكسة
على صعيد آخر ، ذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" إنه بعد مضي يومين على حادث ما يوصف ب"يوم النكسة" على الحدود السورية - الإسرائيلية والذي قالت سوريا إنه تم خلاله مقتل 23 شخصا وإصابة 350 بجراح، قدمت إسرائيل إلى الأمين العام للأمم المتحدة الثلاثاء شكوى رسمية ضد سوريا. وقالت إسرائيل في شكواها إن هذا الحادث، الذي لا يمكن أن يقع دون علم السلطات السورية، إنما يعكس محاولة واضحة من قبل سوريا من أجل تحويل أنظار العالم عن القمع العنيف الذي يتعرض له شعبها.
وأضافت إسرائيل أن الحكومة السورية تتحمل المسؤولية عن أي ضرر أصاب الأفراد الذين اشتركوا في الاستفزازات المتسمة بالعنف.
وأضافت إسرائيل في شكواها أنها تدعو المجتمع الدولي لنقل رسالة واضحة إلى سوريا بأن مثل هذه الاستفزازات تنطوي على احتمالات خطيرة من التصعيد وأن عليها أن تتوقف تماما عن حدوث مثل ذلك في المستقل.
ويذكر أن رئيسة المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة نافي بيلي قالت في وقت سابق الثلاثاء إنها شعرت بقلق عميق بسبب الاشتباكات بين قوات الدفاع الإسرائيلية والمحتجين السوريين في مرتفعات الجولان. وقالت استنادا لما ذكرته الأنباء بأن حوالي 40 شخصا قتلوا خلال ثلاثة أسابيع. وقالت رئيسة المفوضية العليا لحقوق الإنسان إن من واجب الحكومة الإسرائيلية ضمان أن تتجنب قواتها الأمنية استخدام القوة المفرطة.
وأضافت أن استخدام الذخيرة الحية ضد محتجين عزل من السلاح ومقتل وإصابة عدد كبير منهم، يثير حتما استفسارا عن سبب الاستخدام غير الضروري للقوة المفرطة. محيط