اعتبر رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط أن استخدام روسيا والصين حق النقض في مجلس الأمن «أتى ليقضي على ما تبقى من مبادرة الجامعة العربيّة التي حاولت ترتيب حل سياسي للأزمة في سورية يفضي الى الخروج من الأحادية ونظام الحزب الواحد والحاكم الأوحد نحو إرساء التعددية والديموقراطيّة والتنوع بعيداً من الوعود الاصلاحيّة الوهميّة التي لم تتحقق ولن تتحقق». ودعا لبنانياً، الى الكف عن «التلطي خلف مقالات صحافية وتقارير إعلامية مشبوهة حول الجيش السوري الحر واعتبارها ذريعة للتقاعس عن القيام بالواجبات الانسانية أو للانقضاض على النازحين السوريين إلى لبنان»، مؤكداً أنه «كان حرياً ببعض الأجهزة الأمنية أن تمنع بعض «الشبيحة» من قرى جبل لبنان من الذهاب الى جبل العرب في سورية للقتال ضد الثوار الذين يرفضون السكوت عن الواقع القائم ويناضلون في سبيل التغيير». وقال جنبلاط في موقفه الأسبوعي لجريدة «الأنباء» الصادرة عن «الحزب التقدمي الاشتراكي» ينشر اليوم، ان الفيتو جاء «بمثابة صفعة للشعب السوري الذي يطالب بحقوقه المشروعة في الحرية والديموقراطية، وإهانة للثورة السورية التي أرادت الخروج من الديكتاتورية نحو الديموقراطية. وسيعطي هذا الفيتو المزيد من الوقت للنظام للاستمرار في استخدام العنف وارتكاب المجازر وقتل الأبرياء في كل أنحاء سورية من دون استثناء». وأضاف: «وهذا الفيتو المزدوج إهانة لكل الشعوب العربيّة الطامحة لنيل حريتها والباحثة عن مستقبل أفضل في بلدانها بعدما قبعت بمعظمها لعقود تحت نير الظلم والاستبداد والقمع والإذلال»، مؤكداً أن «هذا الفيتو يتناقض مع حقوق الانسان الأساسيّة التي أقرتها المواثيق والقوانين والأعراف الدوليّة وهو يأتي بعد ثلاثين عاماً على مجزرة حماه، وكأنه يعطي الضوء الأخضر في مكان ما لتنفيذ مجزرة مشابهة في مدينة حمص في محاولة لإركاعها، ونُفذت أمس الأول مجزرة كبيرة فيها بهدف تهديمها وتهجير أهلها وتيئيسهم وثنيهم عن المطالبة بحقوقهم المشروعة. فمصير الوحدة الوطنية وعروبة سورية بات مرتبطاً بمصير حمص». وتحدث جنبلاط عن الاوضاع محلياً، وقال: «إذا كانت سياسة النأي بالنفس ربما تصلح في المحافل العربيّة والدوليّة نظراً الى خصوصيّة الموقف اللبناني إزاء الأزمة السوريّة، فإنها لا تجدي في طريقة التعاطي مع النازحين السوريين الذين آن الأوان للسلطات الرسميّة أن تعترف بوجودهم، فهم بمثابة شعب منكوب يحتاج الى العون والمساعدات الطبية والاجتماعية والغذائية والانسانية بكل أشكالها»، مؤكداً أن «هذا أفضل من الاستعراضات العسكرية المجوقلة في المناطق الحدودية الشمالية». وسأل: «هل نسينا أن الشعب السوري استقبل عشرات الآلاف من اللبنانيين النازحين أثناء العدوان الاسرائيلي على لبنان؟».