اجتمع الإعلاميون ورجال الأدب والتربويون في جنازة الشاعر والإعلامي والتربوي حسين عاتق الغريبي، الذي وافته المنية أخيراً عن عمر يناهز السبعين عاماً ودفن بمقابر المعلاة في مكةالمكرمة. عرف الغريبي شاعراً رقيقاً وإعلامياً نشطاً وتربوياً مخلصاً، فقد عمل لسنوات طويلة في إدارة التربية والتعليم بمكةالمكرمة، إذ قضى ما يقارب الربع قرن مديراً للمدرسة المحمديةبمكة. وفي المجال الإعلامي عمل لسنوات طويلة في صحيفة «الندوة» المكية وكانت له زاوية أسبوعية معروفة عندما كان لهذه الصحيفة حضورها المميز عبر ملحقها الأدبي المثير للجدل. وبعد تقاعد الراحل الغريبي من عمله الوظيفي عمل مع الشيخ عبد المقصود خوجة، صاحب الصالون الأدبي الشهير، مما مكنه من تحقيق وتجميع الآثار المطبوعة لعدد من العلماء والأدباء، كما أنه عمل على تتبع المقالات الجريئة التي كان يكتبها محمد سعيد عبد المقصود والد الشيخ عبد المقصود خوجة في الصحف الحجازية القديمة، مثل أم القرى وصوت الحجاز وغيرها وكانت تلك المقالات تنشر تحت مسمى «الغربال». وقام الراحل حسين الغريبي بجمع هذه المقالات في مجلد سماه «الغربال قراءة في حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبدالمقصود خوجة». كما شارك حسين الغريبي، رحمه الله، كعضو في اللجنة التي اختارها الشيخ عبد المقصود خوجة لجمع آثار وكتابات الأديب والشاعر الكبير حمزة شحاتة، وكان من نتاج هذا الاهتمام أن خرجت أعمال شحاتة في ثلاثة مجلدات أنيقة. وإلى جانب اهتمام الغريبي بالفكر والأدب، فإن الجانب التربوي والتعليمي وجد لديه عناية كبرى، وقد صدر له في هذا الجانب كتاب «حديث الذكريات مع رجال التعليم المعاصرين في مكة». وكتاب «تاريخ التعليم في العاصمة المقدسة». واستمر رحمه الله يكتب مقالاً أسبوعياً في صفحات الرأي بصحيفة «الندوة»، كما أنه كتب أيضاً في صفحة «أحوال الناس» في الصحيفة نفسها وهذه المقالات تستحق أن ينالها الاهتمام فتجمع في كتاب.