اتهم مسؤول أمني رفيع تنظيم «القاعدة» و «عصائب أهل الحق» بالتخطيط لشن هجمات ضد أهداف حيوية بينها سفارات ووسائل إعلام ومقرات أمنية في بغداد، «تنفيذاً لمخططات خارجية لإفشال عقد مؤتمر القمة العربية» الذي ينتظر أن تستضيفه العاصمة العراقية في آذار (مارس) المقبل. لكن المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه أكد ل «الحياة» وضع «تدابير وإجراءات على الأرض من شأنها إفشال ما يتم تدبيره». وقال إن «المؤسسة الأمنية تتوقع ارتفاع وتيرة الهجمات في بغداد خلال الأيام المقبلة، وما يجري الآن من عمليات مسلحة في بغداد والمحافظات هو بداية حملة استهدافات واسعة ستتركز خلال الأيام المقبلة في العاصمة بهدف إفشال عقد القمة العربية». وتوقع أن تطال الهجمات المحتملة «سفارات عربية، مع تكثيف الاغتيالات ضد ضباط الأجهزة الامنية في وزارتي الداخلية والدفاع وشخصيات صحافية وإعلامية معروفة أو تعمل في مؤسسات ذائعة الصيت، إضافة إلى أهداف ذات قيمة إعلامية كبيرة». ورأى أن «هذه المخططات تقف وراءها جهات خارجية وداخلية... الجهة الخارجية هي دولة تسعى إلى إبعاد العراق من البيت العربي وترى في تقارب العرب تهديداً لمصالحها. أما داخلياً، فكل المؤشرات باتجاه حركتين مسلحتين ستقومان بتنفيذ هذه الأجندة، وهما تنظيم القاعدة الذي سيتولى الهجمات في جانب الكرخ وعصائب أهل الحق في الرصافة». وكان نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي اعتبر في بيان أمس أن «النجاح في معالجة الخروقات الأمنية يؤكد قدرة العراق على استضافة القمة العربية في بغداد». وهذه الاتهامات ليست الوحيدة التي توجه إلى «عصائب اهل الحق» التي يتزعمها القيادي السابق في «تيار الصدر» الشيخ قيس الخزعلي، إذ سبق لجهات حكومية وسياسية أن اتهمت الحركة بالضلوع في عمليات اغتيال مسؤولين عراقيين مدنيين وعسكريين بأسلحة كاتمة للصوت أخيراً. ولم تتمكن «الحياة» من الاتصال ب «العصائب» للرد على هذه الاتهامات، إلا أن قيادياً سابقاً في «جيش المهدي» التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر نفى هذه الاتهامات، معتبراً أنها تفتقر إلى الدقة. وقال ل «الحياة» إن «ما يثار حول العصائب منذ بضعة أشهر هو عمل وراءه دوافع سياسية من أحزاب وجهات متنفذة في الحكومة والشارع». وكان الصدر تبرأ في بيانات سابقة من تنظيم «عصائب أهل الحق» المنشق عن تياره واتهمه بإثارة الفتنة والتورط في عمليات قتل العراقيين على أساس طائفي. وأوضح المسؤول الأمني ل «الحياة»، أن الاجراءات التي اتخذتها الحكومة لمواجهة الهجمات المتوقعة «ركزت أساساً على تفعيل الجهد الاستخباراتي وتنشيطه عبر تقسيم العاصمة إلى مربعات صغيرة لتسهيل مهمة السيطرة عليها استخباراتياً والتقليل من حلقات نقل المعلومات من الشارع إلى مصدر القرار، إضافة إلى نشر حواجز تفتيش مفاجئة في المناطق لمنع وصول الإرهابيين إلى اهدافهم فيها، ومنع وقوع الهجمات». ولفت إلى أن «جزءاً من نجاح الخطة الجديدة هو إجهاض ثلاث عمليات انتحارية بسيارات مفخخة كانت تستهدف الزوار الشيعة مطلع الأسبوع في أحياء الكرادة والاعلام في بغداد».