من الأدوار التي لعبها «المهندس» نسيب لحود في أواخر الثمانينات والتي مهدت لدخوله العلني إلى المعترك السياسي، ذلك الدور الذي قام به في الاتصالات والجهود التي أدت إلى اجتماع النواب اللبنانيين في مدينة الطائف صيف العام 1989 والذي أدى إلى إقرار اتفاق الميثاق الوطني. في هذا الدور، بقي الفقيد بعيداً من الأضواء، فواكب الاتصالات من أجل تبادل الأوراق الإصلاحية التي تشكلت منها الأفكار الأساسية التي قادت إلى اتفاق الطائف والتي كانت تتم بين رئيس المجلس النيابي اللبناني السابق السيد حسين الحسيني والبطريرك الماروني السابق نصرالله بطرس صفير، والنائب السابق سمير فرنجية وعدد قليل من الشخصيات المسيحية التي عملت في الظل معهما لتدوير الزوايا واقتراح الإصلاحات وصوغ المسودات، التي مهدت لإنهاء الصراع السياسي على تقاسم جديد للصلاحيات في الطائف. وفي ظل مواكبته هذه التمهيدات، من ضمن مجموعة من الشخصيات المستقلة التي تحمست لهذه الجهود وشجعت عليها، بينها الوزير السابق غسان سلامة، شارك نسيب لحود في الاتصالات التمهيدية الداخلية والخارجية، بالتنسيق الوثيق مع رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، الذي كانت تربطه به صداقة وثيقة، في تشجيع عدد من النواب المسيحيين على المشاركة في اجتماع الطائف. وأثناء اجتماع النواب اللبنانيين في المملكة العربية، كان منزله في باريس خلية عمل تابعت مناقشات الطائف عبر التواصل ساعة بساعة مع عدد من النواب ومع الحريري ومع الحسيني عبر شقيقه طلال، لدفع النواب إلى الخروج من الطائف باتفاق على إنهاء الحرب اللبنانية.