استنفرت مصر أمس في أعقاب المذبحة التي وقعت مساء أول من أمس في استاد بورسعيد. وقضت ليلة حزينة مشحونة ضد المجلس العسكري تجسدت في هتافات مطالبة بإنهاء حكمه دوت في أرجاء محطة القطارات الرئيسة في القاهرة حيث أمضى آلاف من أهالي الضحايا والمتضامنين معهم ساعات في انتظار وصول القتلى والمصابين. وعلى رغم اختلاف مشاربهم، أجمع المنتظرون على أن الحادث ضمن «مخطط لإسقاط الثورة»، أو أنه «انتقام من شباب الألتراس» (روابط المشجعين) الذين كان لهم دور فعال في الثورة، خصوصاً في التصدي لعناصر الأمن والبلطجية الذين هاجموا ميدان التحرير قبل عام. ولوحظ غياب الشرطة داخل محطة القطارات التي شهدت فوضى عارمة، إذ نزل مئات إلى خطوط السكك الحديد واعتلى آخرون أسطح القطارات، فيما احتشد الآلاف في ساحة المحطة وخارجها ورددوا هتافات ضد المجلس العسكري ووزارة الداخلية، بينها «يسقط حكم العسكر»، و «الشعب يريد إعدام المشير». وتجمع مشجّعون ومعزّون خارج أسوار مقر النادي الأهلي في القاهرة، بينهم ألتراس من مشجعي نادي الزمالك المنافس التقليدي للأهلي تعبيراً عن التضامن والمواساة. ومع وصول القطار الآتي من بورسعيد فجر أمس إلى القاهرة حاملاً عشرات المصابين والجرحى، اشتعلت الهتافات المطالبة بالقصاص وبينها: «يا نموت زيهم يا نجيب حقهم»، و «كلنا فداك يا شهيد». ولم ينتظر المحتشدون استقرار القطار على رصيف الوصول، فبعضهم يرغب في الاطمئنان على ذويه ولا يعرف مصيرهم وما إذا كانوا ضمن الضحايا أم خرجوا من المذبحة سالمين. وفور رؤيتهم القطار، هرول محتشدون للنزول إلى خط السكك الحديد ما دعا القطار إلى التوقف ليعتليه مئات، فيما اقتحم آخرون أبوابه لاستقبال ذويهم. وبين فرحة أحدهم بسلامة عائد وصراخ آخر لتأكده من فراق قريب، مضت الساعات حتى الصباح في تناقض صارخ. أما خارج المحطة، فكانت عشرات من سيارات الإسعاف تتمركز في انتظار نقل المصابين الذين حملهم الأهالي على الأكتاف ليذهبوا بهم إلى أقرب مستشفى لتلقي العلاج اللازم. وقال حسين محمد، وهو أحد الجرحى: «فوجئنا باقتحام جماهير فريق المصري أرض الملعب عقب نهاية المباراة، قبل أن يقتحموا أماكن جلوسنا في الاستاد، ويبادروا بالاعتداء علينا». وأضاف ل «الحياة» أن «بعضهم كان يحمل أعضاء من جماهير الأهلي ويلقيهم خارج الاستاد». وحمّل مشجع آخر يدعى إسماعيل عبدالهادي الأمن مسؤولية سقوط ضحايا. وقال إن «الشرطة لم تقم بواجبها في حمايتنا... جماهير المصري دخلت أرض الملعب بالأسلحة البيضاء والصواريخ النارية وهاجمتنا بها». وقال محمود عفيفي: «نحمد الله أننا عدنا سالمين... لقد ذهبنا مشجعين وعدنا مشيعين»، لافتاً إلى أن عدداً من زملائه الذين سافروا معه إلى بورسعيد سقطوا بين جرحى وقتلى.