كشف وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتطوير الدكتور محمد خشيم، عن أن وزارته عمدت مديري الشؤون الصحية في المناطق بإحالة المريض الذي يحتاج إلى العناية المركزة من مستشفيات الدولة إلى القطاع الخاص في حال عدم وجود أسرة، وذلك على حساب الوزارة المالي، مؤكداً أن الوزارة تعاني أزمة حقيقية في المستشفيات الحكومية تتمثل في قلة عدد أسرة العناية المركزة. وأوضح خشيم في تصريح ل«الحياة» أن الوزارة لديها خطط كثيرة لعلاج مشكلة الازدحام في العناية المركزة، «لدينا الآن محاور في معالجة الازدحام في العناية المركزة، منها أن نحول أي مريض يحتاج إلى العناية المركزة إلى القطاع الخاص في حال انشغال الأسرّة، وهذه من الحلول القصيرة الأمد، ومن الحلول الطويلة الأمد أن الدولة دعمت القطاع الصحي ب200 مليون ريال، فاستفادت الوزارة منها في بناء 8 وحدات عناية مركزة حول المملكة، في المناطق التي تشهد ازدحاماً، لنقيم فيها وحدات سريعة للعناية المركزة». وعن الازدحام في هذه الوحدات، قال: «من الطبيعي أن المستشفى الذي فيه 500 سرير يكون فيه 50 سرير عناية مركزة، جزء منها للرعاية الحرجة، ففي كل مستشفى يوجد قسم العناية المركزة، ونعي أن هناك ضغطاً على الوحدات.. لذا وضعنا الحلول العاجلة، لأننا لا نعاني في السرير العادي، فجميع المستشفيات فيها الازدحام في العناية المركزة، وخلال العام المقبل سترون انفراجاً في هذا الأمر».وقال خشيم خلال افتتاحه اللقاء العلمي الثالث الذي نظمته الإدارة العامة للتغذية بوزارة الصحة بعنوان «التغذية العلاجية للحالات المرضية الحرجة في العناية المركزة»، والمعرض المصاحب له في الرياض أمس، «نركز على التغذية العلاجية التي أصبحت جزءاً من العلاج، إذ تعمل على تسريع الشفاء»، مضيفاً «في الماضي لم تأخذ التغذية العلاجية حقها من الاهتمام، ولكن عندما وجد الأطباء أنه عندما تبدأ في العلاج في أول يوم بعد العملية فإنك تُسرع في الشفاء.. لذلك رأينا الاهتمام بهذا الجانب». من جهته، أشار رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر مشاري الدخيل، إلى أن الهدف من عقد اللقاء يتمثل في التعرف على طرق ووسائل التغذية العلاجية لمرضى العناية المركزة بالمؤسسات الصحية، خصوصاً في العناية المركزة، مع مناقشة سبل تأمين الرعاية التغذية العلاجية والصحية المناسبة لتلك الحالات. وأوضح الدخيل أنه وجد من خلال إحصاءات الوزارة لعام1431ه أن حالات الإسعاف والطوارئ في مستشفيات الوزارة بلغت نحو 19 مليون حالة، شكلت حالات الطوارئ بسبب الأمراض اكبر نسبة من الحالات، بإجمالي 16 مليون حالة بنسبة 87 المئة، تليها حالات الإصابات بأكثر من مليوني حالة بنسبة 10.5 في المئة. وقال: «يعتبر الغذاء أحد الوسائل العلاجية في كثير من الأمراض ذات العلاقة مثل (داء السكري، فقر الدم الغذائي، ضغط الدم، أمراض خلل التمثيل الغذائي، السمنة، وسوء التغذية)، حتى أصبحت المملكة تحتل المراتب الأولى في داء السكري والبدانة مما يتطلب من القطاعات الصحية الاهتمام بوضع الاستراتيجيات والخطط في مجال التغذية، وقيام إدارة التغذية بالمهام الصحية التغذوية، مع تنفيذ البرامج كافة ذات العلاقة بالمناطق»، مضيفاً أن الإدارة العامة للتغذية وضعت استراتيجية للتغذية بالمستشفيات «كان من أهم عناصرها إعداد شروط ومواصفات التغذية التي بموجبها تبرم عقود التغذية، وكان من ثمارها تحسين الوجبات الغذائية المقدمة لمستحقيها بالمستشفيات، إذ قدمت 18مليون وجبة في عام 1432ه بجودة وسلامة عالية، دون أن تسجل أي حالة تسمم أو تلوث غذائي، إضافة إلى إنشاء وتفعيل التغذية العلاجية بالمؤسسات الصحية، بهدف تقديمها بجودة عالية، إذ وصل عدد عيادات التغذية ضمن العيادات الخارجية بالمستشفيات خلال 5 سنوات 52 عيادة».