تواصل الأجهزة الأمنية في محافظة الأحساء، محاولة فك لغز اختفاء شاب مصاب بمرض نفسي، اختفى من منزله في مدينة العيون، قبل نحو سبعة أشهر. وجندت الجهات الأمنية كل طاقتها للبحث عن أحمد سالم الحربي (27 سنة)، الذي غاب عن الأنظار منتصف شهر شعبان من العام الماضي، ولم يُر منذ ذلك الوقت، ما أثار حيرة واستغراب أسرة الحربي وأهالي العيون، الذين اعتادوا على حالات الاختفاء لأحمد المصاب بمرض «التوحد»، بيد أنها كان قصيرة، وقد لا تتجاوز الساعات. وقام الكثير من الرجال والشبان، من الأقارب والأصدقاء بالبحث عنه في جميع أرجاء العيون. وقال شقيقه شاكر الحربي، ل «الحياة»: «خرج أخي أحمد، الذي يعاني من مرض التوحد، من المنزل يوم الجمعة 15 من شهر شعبان الماضي، ولم يعد إلى اليوم»، مبيناً أنها «ليست المرة الأولى التي نفقده فيها، إذا اعتدنا على ذلك، ولكنه كان يغيب لفترة بسيطة، ربما ساعات معدودة، وقد يُعثر عليه بين أحياء البلدة، أو على الطرقات داخل المدينة، وقد يُحضره إلينا أحد المارة، من الأصدقاء، أو الأقارب الذين يعرفونه فيحضرونه إلى المنزل. ولكن هذه المرة الأولى التي يستمر اختفاؤه فيها لأكثر من سبعة أشهر، وبحثنا عنه في شكل مستمر، ليلاً ونهاراً، وفي كل مكان». وأضاف الحربي «ابلغنا شرطة العيون عن غيابه، فعمَّمت عنه، وبذلت جهوداً كبيرة في البحث، وما زالت جهودها مستمرة. كما رفعت خطاباً إلى محافظ الأحساء الأمير بدر بن جلوي، الذي وجه بتكثيف البحث عن أخي أحمد، ومعرفة سر اختفائه». وأشار إلى حال والدته التي «تعاني من مرض السكري والضغط، وقد تعبت كثيراً وهي تفكر في وضع أخي، وأحياناً تكلم نفسها، وتتعب وننقلها إلى المستشفى، والأسرة بأكملها تحاول حل سر اختفاء أحمد، وتطلب من الجهات المعنية تكثيف البحث عنه، لإرجاعه إلى أهله». وبادرت والدة أحمد، «الحياة» في اتصال هاتفي أجرته معها: «هل تم العثور على ابني؟»، وكررت هذه الكلمات مرات عدة، وهي تبكي بصوت مبحوح، وتذرف الدموع، مضيفة «لا أنام ليلاً ولا نهاراً، إلا ساعة أو ساعتين، ثم أقوم لأتوضأ وأصلي ركعتين لله، ادعوه فيها أن يرجع ابني أحمد». وأردفت «تعبت كثيراً، وأتألم من داخلي، فأنا لا أعرف ماذا حصل لابني. وأطلب من المواطنين والمقيمين، ممن يعرف أي معلومات عن ابني، أن يتصل بالشرطة على أمل أن يعود أحمد إلى أحضاني».