أثار اختفاء شاب مصاب بمرض نفسي، حيرة أسرته، التي جندت كل طاقاتها للبحث عنه على مدى الأسبوعين الماضيين. وكان أحمد سالم الحربي (27 سنة)، اختفى من منزل أسرته في مدينة العيون (محافظة الأحساء)، منتصف شهر شعبان الماضي، ولم يعد منذ ذلك الوقت. ما أثار حيرة واستغراب أسرته وسكان المدينة، الذين اعتادوا على حالات الاختفاء لأحمد، المصاب بمرض «التوحد»، بيد أنها كانت قصيرة، وقد لا تتجاوز الساعات. وحفز اختفاؤه لأكثر من أسبوعين، الكثير من الشباب والرجال، من الأقارب والأصدقاء، على الانطلاق في البحث عنه، ممشطين مدينة العيون. وقال شقيقه شاكر الحربي، ل «الحياة»: «خرج أخي أحمد، الذي يعاني من مرض التوحد، من المنزل يوم الجمعة 15 من شعبان الماضي، ولم يرجع إلى اليوم»، مضيفاً «ليست هذه المرة الأولى التي نفقده فيها، إذ اعتدنا على ذلك، ولكن لفترة بسيطة، ربما ساعات معدودة، وقد نعثر عليه بين الأحياء، أو على الطرقات داخل المدينة، سواء من طريقنا، أو عبر أحد المارة من الأصدقاء أو الأقارب، الذين يعرفونه، فيحضرونه إلى المنزل. ولكن هذه هي المرة الأولى التي يستمر اختفاؤه فيها لأكثر من أسبوعين، وبحثنا عنه في شكل مستمر، ليلاً ونهاراً، من قبل الأقارب، والأصدقاء في كل مكان. ولم نعثر عليه. وأبلغنا شرطة العيون، التي عممت عنه، وبذلت جهوداً كبيرة في البحث، وما زالت جهودها مستمرة». وأشار شاكر، إلى أن شعور والديه وإخوته «يسوده الحزن والاكتئاب، وبخاصة والدتي التي لم تتوقف عن البكاء وسكب الدموع، وهي تتذكر أخي، وتكرر: أين أحمد الآن؟ هل هو حي أم ميت؟ وأين ذهب طوال الفترة الماضية؟».