أعرب المطارنة الموارنة في لبنان عن خشيتهم «تجاه التطورات المتسارعة في المنطقة والمفتوحة على تجدد زمن المحاور وصراع القوى الدولية، وما قد ينعكس سوءاً على لبنان»، داعين «جميع اللبنانيين إلى شد روابط الوحدة الوطنية وتحصين سيادة الدولة، واتباع سياسة الحياد الإيجابي، بحيث يكون لبنان بلد الحوار الديني والثقافي، منفتحاً على جميع الدول بروح الصداقة والتعاون والاحترام المتبادل، ملتزماً قضايا المنطقة والعالم في كل ما يختص بالسلام والعدالة وحقوق الإنسان وترقي الشعوب». ورحب المطارنة في بيان بعد اجتماعهم الشهري في بكركي أمس برئاسة البطريرك بشارة الراعي، بالزيارة التي قام بها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للبنان، معتبرين أن مشاركته وسياسيين آخرين في مؤتمر «الإصلاح والتحول نحو الديموقراطية» أتت «تأكيداً لكون لبنان، بتنوع الثقافات والديانات فيه، يشكل للمنطقة نموذجاً في العيش معاً على أساس المشاركة الديموقراطية في الحكم والإدارة». وأبدى المطارنة ارتياحهم لصدور وثيقة الأزهر الشريف عن «الحريات العامة»، مشيرين إلى أنها «صدرت في جو من الترقب والحذر يلف مستقبل الحريات في المنطقة، خصوصاً حرية المعتقد والرأي والتعبير، وإنهم يعولون على هذا التوجه للقيام بدور أساس في المنطقة بكاملها فيغلب منطق الانفتاح وقبول الآخر المختلف، على منطق الإقصاء والتقوقع». وأعرب المطارنة عن تقديرهم «للجهد الذي تبذله السلطة السياسية في التعامل مع القضايا الشائكة والحيوية»، محذرين من «خطر المراوحة التي تشل الحكم والناتجة من لجوء المسؤولين إلى شد الحبال حتى باتت الدولة أشبه بعجلة تشدها قوتان متعاكستان، وينتج من هذه الحالة تأجيل وتأخير في بت مسائل حيوية ومهمة مثل التعيينات في المراكز الشاغرة، وخطة النمو الاقتصادي والاجتماعي، والمشاريع الإنمائية لا سيما على صعيد الماء والكهرباء والطاقة، فيما المواطنون يعانون العوز والبطالة». ولفتوا إلى تدني المساحات المنتقلة ملكيتها من لبنانيين إلى غير لبنانيين خلال العام الماضي، «على رغم الاستمرار في عدم اتباع الأصول القانونية السليمة، لكن مشكلة بيع الأراضي بسبب الإغراءات المالية أو الضغط المعنوي لا تزال تقلق الآباء، ويهيبون بكبار الملاكين عدم تحويل الأرض إلى سلعة تجارية بحتة».