اعتقلت الشرطة التونسية مغني «الراب» أنيس بن منجي المرابطي، بدعوى استهلاكه المخدرات. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية هشام المؤدب إن المرابطي المعروف بكنية «فولكانيس» كان مطلوباً مع عشرة أشخاص آخرين بتهم مرتبطة ب«الحق العام». وقالت عائلة المرابطي إن عدداً من رجال الأمن، بأزياء مدنية، دهموا منزلها واعتقلوا ابنها وفككوا جهاز الكومبيوتر الخاص به. وكان «فولكانيس» أطلق أخيراً أغنية جديدة بعنوان «شَيّ ما تبدّل» (لم يتغير شيء)، منتقداً فيها حكومة التيار الإسلامي، ويتطرق فيها إلى بقاء الأمور على حالها على رغم الثورة وإسقاط نظام زين العابدين بن علي. فهو يعتبر أن البلاد لم تتخلص من الفساد بعد، والبطالة لم يُقضى عليها: «القوي يعيش وقليل الجهد يموت... الحوت ياكل حوت»، هذا ما جاء في الأغنية التي لاقت رواجاً كبيراً، خصوصاً على موقعي «يوتيوب» و«فايسبوك». ويقول الصحافي المختص في فن «الراب»، ثامر المكي، إن «شَيّ ما تبدّل» هي أغنية «عادية تصنف ضمن الراب الاحتجاجي، ولا يوجد فيها أي شيء استثنائي من الناحية الفنية... لكن اعتقال السلطة التي يسيّرها إسلاميون لفولكانيس جعل القضية موضوع الساعة، وازداد الاهتمام بالموضوع في الأوساط الثقافية والسياسية، خصوصاً أن توقيت الاعتقال لم يبدُ بريئاً». وأفادت عائلة الفنان الشاب بأن أفراد الشرطة الذين اقتحموا بيتها، عاينوا جهاز الكومبيوتر الخاص به واتهموه بالتعدي على السلطة. واحتجت ليلى بن دبة، محامية المتهم، على طريقة الاعتقال فوصفتها بأنها «غير قانونية»، مستغربة أن تنفّذ الساعة الخامسة صباحاً من دون إذن قضائي صادر عن النيابة العامة. وفي انتظار التعرف إلى مآل التحقيق، لا يتوقف المعجبون بأنيس المرابطي عن إنشاء الصفحات على «فايسبوك» للمطالبة بإطلاقه في أسرع وقت.