ما بين التقليد الأعمى والأسلوب الشبابي المختلف لطرح مشكلات المجتمع يقع هواة غناء «الراب» السعودي، فهم أقرب إلى الهواة من المحترفين، لكون التجارب الغنائية السعودية في ما يتعلق بموسيقى الراب لا تزال أقرب إلى تجارب فردية، تنحصر شريحة جمهورها المحدود في المراهقين. رأفت السليماني بدأ بغناء الراب قبل عامين كهاوٍ، واستطاع مع مرور الأيام، تكوين جمهور يمكن وصفه ب «العريض» ممن ينتظرون جديده عبر صفحته على «فايسبوك». ونظراً إلى أن «الراب» يعتبر لوناً غنائياً هادفاً يقدم رسالة إلى المجتمع، اختار السليماني هذا النوع من الموسيقى «لأن كلمات الأغنية تكون نابعة من قضايا مجتمعية محلية وعالمية أيضاً». لم تكن البداية سهلة كما يؤكد: «كنت متخوفاً من نشر أغنياتي، لأن المجتمع السعودي لم يكن متقبلاً لفكرة أغنية الراب وموسيقاها، لذلك كان من الصعب إحداث تغيير في ذائقة المستمع». لكن هاوي الراب لم يعد كذلك، بعد أن فوجئ بانتشار أغانيه بين فئات من الشبان السعوديين، «بعد نشر أول أغنية لي في موقع فايسبوك ارتفع عدد المشتركين في الصفحة، وبدأت أتلقى رسائل كثيرة من زوار صفحتي تسأل عن جديدي». هذا الإقبال غير المتوقع بين الشبان السعوديين لأغاني «الراب»، أسهم في استمرارية تقديم السليماني أغاني مبتكرة يحرص على تأليف كلماتها مع مجموعة من أصدقائه وكذلك التنويع في اللحن لتكون مختلفة عن سابقتها. ويصر السليماني على اعتبار الراب الحديث العهد في السعودية «فناً مميزاً»، ووسيلة توعية اجتماعية تناقش القضايا التي يعاني منها المجتمع السعودي. عبد العزيز بوقس فنان تشكيلي يحب أن يستمع إلى أغاني الراب السعودي أثناء ممارسته هواية الرسم. ويقول: «أفضل سماع أغاني الراب السعودية فهي ذات إيقاع جميل اشعر معه بالحيوية والتفاؤل وأنا أعمل». ويشير إلى أنه اللون الغنائي المفضل لديه، فهو يحرص على اقتناء الجديد منه من خلال تحميل تلك الأغاني سواء من الراب السعودي أم الأجنبي عبر المواقع الإلكترونية المختلفة. أما سامي محمد، فيرى أن ما يميز الراب هو الإيقاع السريع الذي يفضله شبان هذه الأيام، يقول: «مع انتشار الراب السعودي أصبح هنالك إقبال على سماع هذا النوع من الغناء، لكن في أوقات معينة». ويلفت إلى أن الغالبية العظمى لا تحبذ سماع أغاني وموسيقى الراب في جميع الأوقات: «لا تزال هذه الثقافة غير منتشرة لدينا بشكل كبير»، يقول، عازياً ذلك إلى عدم جودة كلماتها. ويضيف: «للأسف، اختيار كلمات الراب السعودي غير متناسقة في كثير من الأحيان مما يساهم في قله الإقبال عليها من قبل شرائح المجتمع المختلفة، ولا سيما أن الأغاني التقليدية تحتوي على كلمات متناسقة وذات معان جميلة، ما جعلها تحتل الصدارة لدى السعوديين». في المقابل لا يعرف وائل آل نذيري، الذي لا يحب الأغاني ذات الموسيقى الصاخبة والإيقاعات السريعة، شيئاً عن الراب السعودي وأغانيه ويقول: «أنا لا أحب هذا النوع من الأغاني الصاخبة». ويستدرك: «جمهور فنون الراب غالبيته من المراهقين، وهم يفضلون هذا النوع من الموسيقى لأنه ذو إيقاعات سريعة... يحبون سماعها والرقص على إيقاعاتها في تجمعاتهم وحفلاتهم». لكن اكثر ما لم يرق لوائل، هو احتواء بعض أغاني الرب على كلمات «غير لائقة» و»خارجة عن الذوق العام» خصوصاً أنها تنشر على الإنترنت، معتبراً أن وجود رقابة على هذه النوعية من الأغاني «ضروري ومهم جداً».