شيعت أمس، جنازة عبدالحميد مهري، الأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني، بمقبرة سيدي يحيى في العاصمة الجزائرية. وشهدت الجنازة حضور كبار المسؤولين في الدولة ووزراء في الحكومة وشخصيات سياسية معارضة وعدد كبير من السياسيين الذين اعتزلوا النشاط منذ سنوات. وتقدم عبدالعزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، الشخصيات الرسمية التي شاركت في تشييع جنازة مهري الذي وافته المنية، أول من أمس، بمستشفى عين النعجة العسكري عن عمر يناهز 85 سنة. وحضر الجنازة السعيد بوتفليقة، الشقيق الأصغر للرئيس الجزائري، ورئيسا المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة (البرلمان)، ووزير الخارجية مراد مدلسي ووزير الداخلية دحو ولد قابلية. ومثلما شكّل مهري «إجماعاً» سياسياً في حياته، فقد جلبت جنازته كثيراً من الخصوم السياسيين. فحضر رئيس الحكومة السابق مولود حمروش، وأيضاً الأمين العام السابق لجبهة التحرير مرشح رئاسيات 2004 علي بن فليس، وقيادات سياسية من أحزاب قريبة من السلطة وأيضاً من المعارضة، وكذلك شخصيات قيادية في فترة سابقة في صفوف «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» التي حُظّرت. وعزّى الرئيس الجزائري وكبار المسؤولين في الدولة أسرة الراحل الذي قالت جبهة التحرير إن وفاته تمثّل «خسارة كبيرة للجزائر وللساحة السياسية الوطنية»، مشيرة إلى أن الراحل «كان مربّياً قبل أي شيء آخر» و«أعطى للسياسة مضموناً أخلاقياً». وخلال العام الماضي، ارتبط اسم مهري باسم الزعيم التاريخي لجبهة القوى الاشتراكية حسين آيت أحمد بتنسيقهما لمبادرة من أجل «التغيير السلمي» في وقت كانت رياح الربيع العربي تكاد تعصف بالبلاد. ورفع مهري وقتها مبادرة لا ترفع شعار «إسقاط نظام الحكم» وإنما «تغييره»، واعتُبرت أنها مبادرة تقدم حلاً وسطاً يمنع تفجّر الأوضاع في البلاد.