على رغم أن معظم الإحصاءات والدراسات الموجودة في السوق اليوم، الخاصة بمجال الإعلام، حتى تلك المقدمة من أبرز الشركات في هذا المجال، تعتريها نسبة خطأ تكون متدنية أحياناً وعالية أحياناً أخرى، فإننا اعتمدنا هنا على تحليل أكثر من وثيقة ودراسة، وخرجنا بأرقام (في الرسم البياني أعلاه)، من الممكن ألا تكون دقيقة جداً، لكنها تشير حتماً إلى الكثير من الواقع. وبنظرة سريعة على تلك الأرقام، يمكن ملاحظة أن أياً من الإذاعات الجديدة لم تحقق 30 مليون ريال، وهو الحد الأدنى للبقاء، بل إن إذاعة بانوراما التي مضى على وجودها في السوق نحو عقد واحد لم تصل إلى هذا الرقم! وتظهر هذه الارقام أن مدخول إذاعة «أ أ» الإعلاني، في عام 2011 على سبيل المثال لم يتجاوز 5.5 ملايين ريال، وإذا سار المدخول على هذه الوتيرة سنوياً، فذلك يعني أنها تحتاج إلى أكثر من 13 عاماً لجمع قيمة رخصة الإذاعة فقط، هذا من دون حساب كلفة استخدام البنية التحتية (3 ملايين ريال سنوياً)، وكلفة القوى البشرية وسواها! وبالتالي وكون «يو اف ام» حققت نحو 9 ملايين ريال، فهي تحتاج إلى أكثر من 6 سنوات لجمع قيمة رخصة الإذاعة فقط! وعلى رغم أن «روتانا اف ام» و«مكس اف ام» حققتا رقماً متقارباً جداً، بفارق نحو مليون ريال لصالح الأولى (27.733 مليون ريال)، فإن ذلك حتماً ليس الرقم الذي سيحقق لهما الربح، في ظل حساب كلفة الرخصة وما يدفع مقابل استخدام البنية التحتية للوزارة، ومصروفات الإذاعة. لكن ما يلفت في هذه الارقام أمران، الأول أن روتانا ومكس حققتا كل على حدة دخلاً إعلانياً أكثر من بانوراما التي سبقتهما، وربما ذلك مبرر إذا أدركنا أن بانوراما قيمة مضافة ل«ام بي سي اف ام» التي حققت بدورها مجموع ما حققته روتانا ومكس سوياً. أما الأمر الثاني اللافت، فهو أن ما حققته «يو» و«ألف ألف» مجموعة بالكاد تجاوز نصف ما حققته مكس وروتانا كل على حدة! إن تلك الأرقام جميعها تشير إلى أزمة مالية تواجه هذه الإذاعات باستثناء (ام بي سي وبانوراما)، لو سارت على الأرقام ذاتها، كما تشير أيضاً إلى أن الإذاعات المتحالفة مع مسوقين إعلانيين لهم وزنهم في السوق وخبرتهم في مجال الإعلان جاءت في المقدمة، إذ أن ام بي سي متحالفة مع مجموعة شويري (العملاق الإعلاني في السوق والمنطقة)، ورتانا متحالفة مع ذراعها الإعلاني روتانا للخدمات الإعلامية أو الإعلانية، و«مكس» متحالفة مع ذراعها الإعلاني غاية الإبداع. وكلا الشركات الثلاث له باع في سوق الإعلان مع حفظ التفاوت والخبرة وحجم الدخل. ربما يفسر ذلك، أن «أ أ» و«يو اف ام» الأقل دخلاً، لكنه لا يلغي أزمة السوق على الجميع. أخيراً بقي أن نشير إلى أن الاحصاءات من ناحية إعداد المستمعين تقول أن مكس هي الأولى مقارنة بالإذاعات الجديدة خلال الأشهر الأربعة الأخيرة، تليها «روتانا»، ثم «الف الف»، وأخيراً «يو» مع التحفظ على هذه الإحصاءات، لكنها ما نملكه. ويلفت في الاحصاءات أن روتانا حققت دخلاً أعلى من مكس على رغم تقدم الأخيرة عليها، وأن كليهما حققا دخلاً أعلى من بانوراما على رغم تقدم الأخيرة عليهما. كما أن «يو» حققت ضعف دخل «الف الف» الإعلاني، على رغم تقدم الأخيرة عليها بحسب ما نملكه. وهذا يشير إلى أن المسوقين باتوا لا يعتمدون في شكل أساسي على هذا الإحصاء أو ذلك، وهو ما نقوله أيضاً في «الحياة» مرة أخرى: «نحن لا نعرض هذه الأرقام كحقيقة مطلقة». «وزارةالإعلام» تُرسل «مُستثمري الFM» في «مهمة مستحيلة» !«كلفة الرخص» و«شح الإيرادات» و«الإحصاءات»... «كوابيس» الإذاعات الجديدةحلول ل «انقطاع البث»: لا يزال البحث جارياً!ماذا بعد ال3 سنوات... ولماذا MBC «معفاة» ؟!