بينما كان السعوديون - خصوصاً المنتمون لشريحة الشباب إناثاً وذكوراً - متلهفين حين الإعلان عن منح أربعة تراخيص لإذاعات محلية جديدة، للبث عبر أثير الموجة القصيرة (fm)، بحثاً عن الجديد والمفيد والخروج من دائرة الاحتكار الذي رافقتهم في سياراتهم وغرفهم في ظل محدودية الإذاعات بالمملكة لسنوات وربما لعقود، جاءت الإذاعات الجديدة لتصيبهم بنوع من «الإحباط»، وتقف في الصف الأعوج ذاته. وتباينت آراء نقاد ومستمعين التقتهم «الحياة» وسألتهم عن تقويمهم للتجربة الأثيرية الجديدة، بين مؤيد ومعارض لما تبثه، فيما شن بعضهم هجوماً على برامجها، وأبدت الغالبية ضيقها من التكرار وخواء المضمون المقدم، في حين اعتبر بعضهم أن الوقت لم يئن لنقد التجربة، معتبرين أن الخطوة بحد ذاتها «جيدة». بين الماضي والحاضر يصغي المستمع إلى تلك الفوارق والتطورات في تاريخ العمل الإذاعي، وهو وحده من يحكم، إن كانت التجربة تنضج، أم أنها لا تزال بعيدة عن «الاستواء»، خصوصاً مع سقوط بعض الأعمدة الأساسية في العمل الإذاعي من أولويات الإذاعات الجديدة. البحث عن الربح والتركيز على شرائح معينة أو «شرائح مستهلكة» ربما يقود إلى تساؤلات عدة، عما إذا كان العمل الإذاعي المحلي «محترفاً»، في ظل غياب التدريب والكفاءات العالية. في الحلقة الأولى من تحقيق تفتحه «الحياة» حول الإذاعات الجديدة، وتقويم تجربتها التي تكمل عامها الثاني، يؤكد نقاد أن التجربة خرجت عن مساراتها الصحيحة، عندما أهملت الاستشارات والدراسات العلمية وآراء الخبراء، واعتمدت على قليلي الخبرة. الإذاعات الجديدة في آذان نقاد: خواء مضمون وتكرار.. ولم تقدم جديداً