أديس أبابا - أ ف ب - انتخب قادة «الاتحاد الأفريقي» أمس رئيس بنين، غرب أفريقيا، توما بوني يايي لرئاسة الاتحاد في أول قمة تجمعهم منذ مقتل مؤسس التكتل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. وهنأ رئيس الاتحاد المنتهية ولايته، رئيس غينيا الاستوائية تيودورو اوبيانغ نغيما مباسوغو، الرئيس الجديد بالمنصب، وقال: «أنا متأكد أن قيادتكم ستوجه عمل اتحادنا نحو أجندة من السلام والرخاء، وأتمنى لكم التوفيق في مسعاكم». وأعرب يايي، الخبير الاقتصادي الذي تولى رئاسة بنين قبل ست سنوات، عن رغبته في «ضمان عودة السلام مجدداً إلى القارة الأفريقية، وقال: «سنواصل العمل معاً لضمان تعزيز كل ما انجزناه حتى الآن». ولا يُتوقع أن يُحدث يايي تغييرات جذرية في الاتحاد، إذ يُعدّ منصبه شرفياً أساساً. وتركّز قمة الاتحاد، الذي يجمع 54 بلداً، على الأوضاع في الصومال التي تمزقها الحرب فضلاً عن النزاع النفطي بين السودان وجنوب السودان والعنف في نيجيريا وأعمال الشغب في السنغال مع تمسك الرئيس السنغالي بالسلطة، وذلك خلال محادثات تجري على هامش القمة التي تستمر يومين. وجاء انتخاب يايي لرئاسة الاتحاد بعد ترجيح المصادر الدبلوماسية فوزه بالمنصب من بين أسماء أخرى رشحت الأسبوع الماضي، منها الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان والغامبي يحي جامع. وقبيل القمة، قال اوبيانغ انه يأسف لكون أفريقيا اليوم «أشبه برقعة شطرنج حيث الزعماء يمثلون بيادق تحركها قوى خارجية». وبعد عام من مواجهة الاتحاد أزمة أعقبت الانتخابات في ساحل العاج، على جانب احتجاجات الربيع العربي، قال اوبيانغ إن الزعماء الأفارقة يلزمهم إقامة جبهة مشتركة، مؤكداً للصحافيين في كمبالا أننا «نحتاج اتحاداً أكثر بين الزعماء الأفارقة وتضامناً للتعامل مع تدخل قوى خارجية والمشكلات التي تواجهنا». وتختار القمة الاعتيادية الثامنة عشرة للاتحاد اليوم الرئيس المقبل لمفوضية الاتحاد الأفريقي، وهي الهيئة التنفيذية للكتلة الأفريقية، إذ تنافس وزيرة الداخلية الجنوب أفريقية نكوسازانا دلاميني زوما، الزوجة السابقة للرئيس جاكوب زوما، الرئيس الحالي للمفوضية جان بينغ. وأعربت جنوب أفريقيا أول من أمس عن تفاؤلها بفرص فوز زوما على الغابوني بينغ. وأكدت مصادر مقربة من بينغ أنه واثق من إعادة انتخابه، معوّلاً على دعم دول غرب ووسط أفريقيا. النمو الاقتصادي وكان بينغ أشار إلى أن «النمو في القارة قوي، ويعتقد كثير من المراقبين أن أفريقيا على وشك انطلاقة اقتصادية، إلا أننا لا نزال في البداية»، مؤكداً أن على الاتحاد «العمل سريعاً لتحقيق التكامل الاقتصادي إذ إن التجارة البينية بين الدول الأفريقية ليست كافية». وتمثل هذه التجارة 10 في المئة مقارنة ب 40 في المئة من التجارة البينية في الولاياتالمتحدة مع شركاء إقليميين لذلك التجمع و63 في المئة من التجارة البينية بين دول غرب أوروبا. وتعاني القارة الأفريقية من بنية تحتية ضعيفة، خصوصاً الطرق والسكك الحديد فضلاً عن عوائق تتعلق بالرسوم الجمركية والاعتماد على تصدير السلع الخام والافتقار إلى تنويع الناتج، ما يحول دون زيادة التجارة بين دول القارة.