اسطنبول - «الحياة»، أ ف ب - حضت دول الخليج وتركيا سورية على قبول خطة الجامعة العربية لوقف اراقة الدماء «من دون إرجاء»، فيما اعلن المجلس الوطني السوري المعارض ان وفداً برئاسة رئيسه برهان غليون سيصل الاحد (اليوم) الى نيويورك لمطالبة مجلس الامن بتأمين «حماية دولية» للمدنيين السوريين، كما اتهم ايران ب «المساهمة في قتل» السوريين. ولفت وزراء خارجية دول الخليج الست وتركيا في بيان بعد انهاء اجتماعاتهم في اسطنبول أمس انه لم يتم احراز تقدم يذكر على صعيد خطة السلام العربية «في الاغلب بسبب الاتجاه المتعنت الذي اظهرته الادارة السورية». وحض الوزراء «بشدة الادارة السورية على الوفاء من دون ارجاء بكل التزاماتها بموجب مبادرة السلام التي طرحتها الجامعة العربية». وترأس وفد مجلس التعاون في الاجتماع الوزاري المشترك الرابع للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون وتركيا وزير الخارجية السعودي رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الأمير سعود الفيصل، فيما ترأس أحمد داود أوغلو الوفد التركي بمشاركة وزراء الخارجية بدول مجلس التعاون. وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو عقب الاجتماع: «نأمل ان تقيم سورية بجدية قرارات الجامعة العربية وتضع حداً للقمع ضد شعبها وتبدأ عملية اصلاح تماشياً مع مطالب الشعب». وتنطوي الخطة العربية على نقل الرئيس بشار الاسد السلطة الى نائب له وتشكيل حكومة وحدة وطنية في غضون شهرين، وهي الخطة التي رفضتها سورية. يذكر ان تركيا، التي كانت يوماً حليفاً وثيقاً لسورية، تصدرت الانتقادات الدولية لدمشق بسبب الحملة التي ينفذها النظام على الاحتجاجات، كما أصبحت أيضاً ملاذاً للنشطاء المعارضين السوريين. ويأتي اجتماع اسطنبول وسط مسعى عربي وأوروبي جديد لحض الأممالمتحدة على التحرك في شأن القمع السوري، وهو المسعى الذي تعارضه روسيا. واتفق الوزراء ايضاً على ضرورة ان تنصب الجهود الدولية على وقف سفك الدماء في سورية «على الفور» وتمهيد السبيل لبدء عملية نقل سياسية تماشياً مع «المطالب المشروعة للشعب». وسيتوجه الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني الى بروكسيل الاثنين لمحادثات مع الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندريس فوغ راسموسن. كما سيلتقي الثلثاء بمسؤولة السياسات الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون. في غضون ذلك، اعلن المجلس الوطني السوري المعارض السبت ان وفداً برئاسة رئيسه برهان غليون سيتوجه الاحد (اليوم) الى نيويورك لمطالبة مجلس الامن بتأمين «حماية دولية». وقال المجلس في بيان تلاه سمير نشار عضو المجلس الوطني السوري أمام الصحافيين ان «المجلس قرر التوجه الى مجلس الامن الاحد من خلال وفد برئاسة غليون لعرض قضية الشعب السوري على مجلس الامن ومطالبته بتأمين الحماية الدولية للمدنيين». وفي اعنف موقف له ضد نظام الجمهورية الاسلامية في ايران، أعلن المجلس الوطني انه «يستنكر مساهمة النظام الايراني في قتل المواطنين السوريين المطالبين بالحرية ويدعوه الى التوقف عن المشاركة في قمع الثورة السورية حرصاً على مستقبل العلاقات بين الشعبين». وفي موقف مرتبط برفض روسيا المتواصل للموافقة على مشروع قرار في مجلس الامن يندد بعنف النظام ضد الحركة الاحتجاجية المناهضة له دعا المجلس الوطني «جميع المواطنين السوريين في جميع بلدان الاغتراب الى التضامن مع شعبهم في الداخل احتجاجاً على الموقف الروسي عبر الاعتصام أمام سفارات وقنصليات روسيا الاتحادية وأمام مراكز الاممالمتحدة ظهر الاحد في اماكن وجودهم». وفي مقابل الهجوم على ايرانوروسيا أعلن المجلس الوطني انه «يتوجه بجزيل الشكر الى السعودية وقطر وسائر دول مجلس التعاون الخليجي والمغرب وباقي الدول العربية الشقيقة التي تسعى من خلال مواقفها الى مساعدة الشعب السوري ووقف سفك الدماء». كما دعا المجلس الوطني مؤسسات الاممالمتحدة الى تقديم المساعدة الى المدن السورية التي تشهد اعمال عنف دامية ارتفعت حدتها كثيراً خلال الايام الماضية. وتوجه البيان بالشكر «الى كل اطراف المجتمع الدولي التي تسعى الى مناصرة قضايا الحرية والديموقرطية وحقوق الانسان في سورية مطالبين كل مؤسسات الاممالمتحدة بالعمل على تقديم المساعدات الانسانية والاغاثية للمدن السورية المنكوبة حمص وحماه وإدلب وريف دمشق ودرعا ودير الزور». وتفيد ارقام الأممالمتحدة بأن اكثر من 5400 شخص قتلوا منذ اندلاع الحركة المعارضة لحكم الرئيس بشار الاسد في آذار (مارس) الماضي. ومن المقرر ان يعقد مجلس الامن اجتماعاً خاصاً لمناقشة الوضع في سورية الثلثاء المقبل. ويتوجه الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الاحد الى نيويورك مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بتفويض من الجامعة العربية لإبلاغ الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بالمبادرة العربية الاخيرة لحل الازمة في سورية وطلب دعمه لها.