بعد ليلة سادها التوتر في ميدان التحرير إثر احتكاكات بين أعضاء جماعة «الإخوان المسلمين» وأنصار الائتلافات الشبابية، ساد الهدوء الميدان عقب فض «الإخوان» اعتصامهم وتفكيك منصتهم فيه التي ظلت محاطة بدروع بشرية من أنصار الجماعة بعدما حاول الشباب مراراً اقتحامها. وإن كان الطرفان اتفقا على غالبية المطالب التي رفعوها، إلا أن رفض «الإخوان» تسليم السلطة من المجلس العسكري للسلطة المدنية فوراً أثار غضب أعضاء الائتلافات الشبابية الذين هتفوا ضد «الإخوان» ورفعوا لافتات منددة بهم. وبعدما خلا الميدان من «الإخوان»، بدا متحداً حول مطلب «تسليم السلطة الآن». ولوحظ زيادة أعداد خيام المعتصمين فيه في شكل لافت، فيما انتشرت في أرجائه مقار مختلف الائتلافات؛ ففي حديقته المركزية استقرت «الجمعية العمومية لثوار مصر» التي تسعى إلى توحيد كل الائتلافات الشبابية في كيان واحد. وقال عضو مكتبها السياسي أحمد حسين ل «الحياة»: «إن الثوار في الميدان كلهم متفقون حول مطلب إسقاط حكم العسكر الآن والقصاص من قتلة الشهداء». وفي مواجهة مسجد عمر مكرم وبالقرب من المنصة التي نصبها «الإخوان» انتشرت لافتات حركة «6 أبريل» المطالبة بإسقاط حكم العسكر وتسليم السلطة فوراً والقصاص للشهداء. وقال عضو المكتب التنفيذي للحركة مصعب شحرور ل «الحياة» إن الحركة ستبحث إن كانت ستستمر في الاعتصام المفتوح أم ستواصل فعالياتها في الشارع التي أتت ثمارها خلال الأسابيع الماضية. وقال: «تعلمنا من دورس الماضي، وفتحنا الميدان أمام حركة المرور، ولن نغلق مجمع التحرير ... سنكتفي بالاعتصام في حدائق الميدان إن قررنا البقاء في الميدان». وفي مواجهة مجمع التحرير يعتصم أعضاء حركة «الاشتراكيين الثوريين» وحملة «كاذبون» الذين ملأوا مقر اعتصامهم بلافتات تهاجم العسكر و«الإخوان» معاً. وتعددت المسيرات التي جابت أنحاء الميدان مرددة هتافات «يسقط يسقط حكم العسكر .. إحنا الشعب الخط الأحمر». وجذب الميدان عشرات من الباعة الجائلين الذين انتشروا عند أطرافه لبيع «أدوات الثورة» من أعلام وصور تذكارية للشهداء وأقنعة تحمل ملامحهم. وضمت حديقة الميدان المركزية معارض عدة عن حصاد عام مضى من الثورة ضمت عشرات اللوحات الساخرة من الرئيس المخلوع حسني مبارك والمجلس العسكري أيضاً، وصوراً من المواجهات التي اندلعت بعد الثورة بين المتظاهرين وقوات الشرطة والجيش، وركزت كلها على ضرورة محاسبة المتورطين في هذه الأحداث من العسكريين.