بحسب إحصاءات صدرت أخيراً عن «منظمة الصحة العالمية»، ما زال معدّل انتشار مرض السكري مرتفعاً في مصر، إذ يصيب 11 في المئة من المصريين، كما يتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 14 في المئة بحلول عام 2025. ولعل أحد أسباب هذه الزيادة هو عدم إقبال كثير من المرضى على تناول العلاج، خصوصاً مرضى النوع الثاني من السكري الذين تأتي أدويتهم على هيئة أقراص غالباً. وأخيراً، شهدت القاهرة إطلاق نوع جديد من هذه الأدوية، صنعته شركة «نوفارتس» العالمية. عبء السكري مصرياً في مؤتمر صحافي نظّمته «نوفارتس» عن هذا الدواء، تحدث الدكتور هشام الجيّار أستاذ السكري والغدد الصماء في جامعة عين شمس، مُبيّناً أن علاج مرض السكري يكلف وزارة الصحة المصرية قرابة 8 بلايين جنيه سنوياً، يذهب 10 في المئة منها للأدوية، وتنفق بقية المبلغ على علاج مضاعفات مرض السكري. وأوضح أن الأدوية الجديدة تحافظ على مستوى السكري في الدم على مدار الساعة، ما يمنع حدوث مضاعفات للمريض. وبيّن الجيّار أن هذه الأدوية متوافرة في مصر، بعد عامين من دخولها دول الخليج العربي. وشدّد على أن هذه الأدوية تحمي مريض السكري من التعرّض لنوبات انخفاض مفاجئ في مستوى السكر بالدم، كما تساعد على الحفاظ على وزن المريض. وفي سياق متّصل، أكّدت الدكتورة ابتسام زكريا رئيسة قسم السكري في كلية طب قصر العيني، أن جيلاً جديداً من أقراص علاج السكري من النوع الثاني، ظهر أخيراً. وأوضحت أنها تسمى «مثبّطات دي بي بي 4» DPP-4 Inhibitors. وتتميز بأنها تنشط للعمل عند تناول المريض للطعام، بمعنى أنها تستجيب لحاجة الجسم لتنشيط البنكرياس كي يفرز هرمون الأنسولين الذي يعمل على حرق السكر داخل خلايا الجسم. وبيّنت أن الأدوية السابقة كانت تحفّز خلايا البنكرياس طول الوقت، ما يعرضها للإجهاد، وإفراز الإنسولين خارج أوقات الحاجة إليه، ما قد يؤدي إلى إحراق زائد للسكر، وتالياً انخفاض مستوياته في الدم. وأضافت زكريا أن الأدوية الحديثة تساعد المريض على البقاء ضمن العلاج بالأقراص، وتؤخّر وصوله الى الحاجة لاستعمال الأنسولين الذي يُعطى حقناً. لفت الدكتور سمير جورج سمنه، وهو أستاذ السكري في كلية طب قصر العيني، إلى أن هذا الجيل من أدوية علاج السكري، يتميّز بقدرته على منع هبوط مستوى السكر في الجسم، وهو أمر يُشعِر المريض بالجوع (وأحياناً بالقلق)، فيقبل على التهام الطعام بشراهة، ما يفقده القدرة على التحكّم بأكله ووزنه أيضاً. مقاومة سمنة الاناث أوضح الدكتور محمد فهمي عبد العزيز، رئيس قسم السكري في جامعة عين شمس، أن الحفاظ على مستوى معتدل من السكر في جسم المُصابين بمرض السكري، يقي الكبد الذي يفرز مادة «غلايكوجين»، وهو نوع من السكر المُخزّن يُخرجه الكبد عندما تنقص مادة السكر في الدم. وأكدت الدكتورة إيناس شلتوت رئيسة «الجمعية العربية لدراسة السكري»، أن الأدوية الجديدة تتآزر مع النظام الغذائى السليم وممارسة الرياضة، في جعل حياة مريض السكري طبيعية. ولفتت إلى أن 80 في المئة من مرضى السكري يعانون السمنة التي تصل نسبتها في مصر إلى 70 في المئة بين السيدات و50 في المئة من الرجال. وأشارت إلى أن نصف المُصابين بالسكري من النوع الثاني، لا يتنبّهون لهذا الأمر إلا بعد ظهور مضاعفات المرض. وأخيراً، طالب الدكتور مغازي محجوب، رئيس «الجمعية المصرية لزراعة البنكرياس» بأن تُشمَل هذه الأدوية الجديدة في مظلة التأمين الصحي، حتى لو تحمّل المريض جزءاً من كلفة العلاج، مشيراً إلى ضرورة التفاوض مع شركات الأدوية بشأن أسعار تلك الأدوية.