فتحت الأبحاث العلمية والطبية نوافذ أمل جديدة امام المصابين بالامراض المزمنة وركزت الابحاث الحديثة على عد من الامراض التي يستشعر الجميع بأهمية مواجهتها، وفي مقدمتها مرض السكري، وبمناسبة اليوم العالمي للسكر والذي جاء هذا العام تحت شعار (التثقيف الصحي للوقاية) التقينا كلا من الاستشاري ورئيس وحدة السكري والغدد في مجمع الملك سعود الطبي دكتور مراد عبدالكريم ودكتورة جميلة المعاري الاستشارية في علاج سكر الاطفال للحديث عن مرض السكر القاتل وطرق الوقاية والعلاج للجميع.. في البداية يشير دكتور مراد عبدالكريم: الى ان اسباب مرض السكري كثيرة اهمها التغير الذي حدث من ناحية نمط الحياة وانتشار السمنة، وتغير السلوك الغذائي وكذلك العامل الوراثي وايضا عدم ممارسة الرياضة هم من ابرز الاسباب للإصابة بمرض السكر في الدم، وكشف بأن حوالى 25% فقط من السعوديين والسعوديات والذين هم فوق سن 30 سنة يعانون من السكري، و16% منهم معرضين للاصابة به مسميا تلك الحالة عدم تحمل السكر مما يعني ان حوالى 40% من السعوديين والسعوديات يعانون من السكري او احتمال الاصابة به، إلا انه مع تتابع العلاج بشكل منتظم والحفاظ على المستوى الطبيعي للسكر في الدم يمكن تجنب حدوث المضاعفات. ويضيف دكتور مراد أما المريض الذي يهمل متابعة علاجة وتكون نسبة السكر بالدم عالية جدا فإن ذلك حتما سيؤدي الى حدوث مضاعفات كثيرة تؤثر على العيون والكلى والاعصاب، حيث إنه لوحظ بأن حوالى 50 60% من مرضى السكري يعانون من مشاكل عصبية ناتجة من السكري المرتفع لديه بالدم. ايضا فإن التهاب المفاصل والاعصاب الطرفية يعتبر أحد اهم واكثر المضاعفات المزمنة شيوعا بين مرضى السكري ولا يفرق في هذا الأمر بين الرجال والنساء فالإصابة واحدة لدى الجنسين، إلا ان أفضل العلاجات لمحاربته هو اتباع الحمية الغذائية وممارسة الرياضة للحد من ظهور مضاعفاته الخطيرة والتي قد تؤدي الى الوفاة لا قدر الله. السيطرة على السكر كيف يحدث مرض السكر وما هي مضاعفاته ومخاطرة خاصة إذا اصيب به الاطفال، وطرق الوقاية والعلاج تشير دكتورة جميلة المعاري معرفة مرض السكري: بأنه ارتفاع عن الحد الطبيعي لسكر الجلوكوز في الدم عن الحد الطبيعي لأن الجسم لا يستطيع استعماله بصورة صحيحة، وسكر الجلوكوز يأتي من هضم المواد النشوية في الطعام كالبطاطس، اضافة الى تناول الحلويات والسكريات ويتم تكوينه من قبل الجسم في الكبد، والانسولين هو هرمون يفرز من غدة البنكرياس ووظيفته انه يساعد على دخول السكر للخلايا حيث يستعمل كوقود للكثير من العمليات الحيوية في الجسم ومرض السكر نوعان: النوع الأول: ويحدث في حالة عدم افراز البنكرياس للانسولين أو افراز كمية قليلة منه وهذا النوع من مرض السكري قليل جدا، وهو يحدث نتيجة لتلف الخلايا المنتجة لهرمون الانسولين في غدة البنكرياس، كما ان هذا النوع يكون وراثيا. النوع الثاني: ويحدث عندما تبدأ الخلايا في مقاومة الانسولين وهذا النوع هو الاكثر انتشارا بين الناس، اما عن الاسباب المؤدية للاصابة به فيكون بسبب حالة البنكرياس في الجسم التي اذا عملت بشكل طبيعي فهي تختلف كمية لجلوكوز في الدم نتيجة عدة عوامل تتضمن نوع الأكل والتمارين الرياضية والشد العصبي والاصابات، وهذه العلاقات المعقدة بين الانسولين والجلوكوز والكبد وبعض الهرمونات الأخرى هي التي تحدد تواجد السكر في مستوى معين. وبالنسبة للنوع الاول للسكر فقد ارجع العلماء حدوثه الى فيروسات تصيب الجسم كما تلعب الوراثة دورا كبيرا فيه، أما النوع الثاني فلا توجد له اسباب معروفة لكن زيادة وزن الجسم وتراكم الانسجة الدهنية في اكثر العوامل المؤثرة على حدوث مرض السكري. وعما إذا كانت تصيب الاطفال ايضا ام انها فقط مقصورة على الكبار تقول دكتورة جميلة: كانت اصابة الاطفال بمرض السكري تقتصر على النوع الاول فقط ولكن الآن اصبح الاطفال يصابون بمرض السكري من النوع الثاني ايضا، إلا ان هناك عوامل تساعد على الاكتشاف المبكر لمرض السكر لدى الاطفال فبالنسبة للنوع الاول من مرض السكري فقط ربط الاطباء بينه وبين الاصابة بفيروسات معينة، وهناك بعض البوادر التي قد تشير لاصابة الطفل بمرض السكري وهي شعور الطفل بالعطش كثيرا وكثرة التبول عنده، كما انه يشعر دائما بالجوع ولا تظهر عليه اي زيادة في الوزن. وتضيف بأن معالجة سكر الاطفال عادة تتم اولا بالسيطرة على مستوى السكر في الدم ويختلف ذلك بناء على نوع السكر، فالنوع الاول يعتمد على الانسولين اما النوع الثاني فيتم علاجه بتناول الأدوية أو حقن الأنسولين أو باتباع نظام غذائي وأنشطة رياضية. يقال إن الوقاية خير من العلاج كيف لنا أن نحمي أطفالنا من مرض السكري؟ إن النوع الأول من مرض السكري لا يمكن الوقاية منه، أما النوع الثاني الذي يصاحب السمنة عادة فيمكن الوقاية منه وذلك باتباع نظام غذائي يحتوي على دهون وسعرات حرارية قليلة ان كان الطفل قليل الحركة وعلى الاهل ان يحرضوا ابناءهم على النشاط والحركة لأن الجلوس امام التلفزيون والالعاب الالكترونية لابد وان يتسبب في سمنة الطفل، كما انه يجب التقليل من المشروبات الغازية التي تمد الجسم بسعرات حرارية عالية لا ينتبه لها الطفل لأن هذه المشروابت لا تشعره بالشبع.