عمان - رويترز - قال نشطاء اليوم السبت إنه تم العثور على جثث 17 رجلا ملقاة في الشوارع في مدينة حماة السورية تحمل آثار طلق ناري في الرأس. وكانت قوات الرئيس السوري بشار الأسد اعتقلت هؤلاء الرجال خلال هجوم الأسبوع الماضي على المدينة. ويمثل ذلك تصعيدا في الحملة العسكرية المستمرة منذ خمسة شهور على حماة الواقعة على بعد 240 كيلومترا شمالي دمشق حيث يدعم جنود منشقون عن الجيش الآن محتجين بعد أن داهمت دبابات المدينة التي تقطنها أغلبية سنية في أغسطس آب. وقال النشط أبو الوليد في المدينة لرويترز عبر الهاتف إنهم أعدموا "أغلبهم برصاصة واحدة في الرأس. وتركت السلاسل الحديدية التي جرى تكبيل سيقانهم بها كرسالة للناس للتوقف عن المقاومة." وذكر نشط آخر أن الجثث ألقيت في شوارع خمسة أحياء سكنية في حماة مساء يوم الخميس. وقال أبو الوليد "أعمارهم (أصحاب الجثث) مختلفة. أحدهم في الستينات من عمره وآخر في الأربعينات من عمره وكثيرون في العشرينات" مضيفا أنه جرى التعرف على ثلاثة فقط أحدهم منشق عن الشرطة. وتابع "يبدو أنها (قوات الأسد) ألقت جثث ناس من منطقة سكنية واحدة في منطقة مختلفة تماما حتى يصعب التعرف عليها." وأجاب النشط ردا على سؤال عما إذا كان يمكن أن تكون الجثث لموالين للأسد قتلهم منشقون قائلا إن ذلك مستحيل. واستطرد "حماة منطقة عسكرية مليئة بمركبات مدرعة وقوات... عزلت متاريس ودبابات المناطق عن بعضها البعض. الشوارع خالية ولا يجرؤ أحد على قيادة سيارة إلا إذا كان يريد أن يضرب بالرصاص فما بالكم بالتنقل بين أحياء مختلفة والقاء جثث." ولم يرد تعليق من السلطات السورية. وأوضح تسجيل فيديو على اليوتيوب لم يتسن التأكد مه بشكل مستقل ست جثث أغلبها لشبان في أحد الشوارع قيل إنه في حي باب قبلي في حماة. وكانت الجثث مقيدة الأيدي والسيقان. وبدا أنهم لقوا حتفهم نتيجة اصابتهم بأعيرة نارية في الرأس أو الرقبة. وقال نشطاء إنه تم العثور على جثث أخرى في أحياء البساتين والحميدية والأربعين ومصباح. واعتقل المئات معظمهم من منطقتي باب قبلي والحميدية على جانبي نهر العاصي منذ أن شنت قوات الأمن هجوما على مدينة حماة التي يقطنها 600 ألف شخص يوم الأربعاء. وقال أحد سكان منطقة الحميدية "تتحدث العائلات التي فرت من الحميدية إلى مناطق أخرى في المدينة الليلة الماضية عن رؤية جثث في الشوارع. ليست لدينا أسماء ولكن قتل 15 شخصا على الأقل جراء القصف في الحميدية أمس." وأضاف أنه أصيب بشظية في كتفه وظهره من قذيفة مورتر سقطت على منزله مضيفا أن وحدات الحرس الجمهوري تقود الهجوم. وهذا هو ثالث هجوم كبير على حماة منذ أغسطس عندما دخلت دبابات المدينة التي شهدت بعضا من أكبر الاحتجاجات ضد الأسد منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية ضد حكمه في مارس - آذار. وقال نشطاء إن 30 شخصا على الأقل قتلوا في حماة خلال الأيام الثلاثة المنصرمة بقذائف ونيران مدافع رشاسة في الوقت الذي تحاول فيه قوات الأمن طرد المسلحين من أجزاء من المدينة. وفي عام 1982 سحق الرئيس الراحل حافظ الأسد والد بشار انتفاضة مسلحة للاخوان المسلحين في حماة مما أسفر عن مقتل الآلاف وتدمير الجزء القديم من المدينة.