قال سكان ونشطاء إن المحتجين في أنحاء سوريا طالبوا بتنحي الرئيس بشار الأسد بعد صلاة العيد متحدين الدبابات والقوات التي تحاصر العديد من المدن والبلدات. وقتلت قوات الأمن بالرصاص أربعة متظاهرين على الأقل بينهم طفل (13 عاما) أثناء خروجهم من المساجد في بلدتي الحارة وانخل في محافظة درعا الجنوبية. واندلعت المظاهرات في شتى أنحاء البلاد خاصة في ضواحي دمشق وفي مدينة حمص الواقعة على بعد 165 كيلومترا شمالي العاصمة ومحافظة ادلب بشمال غرب البلاد بالرغم من أن الدبابات والقوات تحاصر منذ شهور عددا من المدن والبلدات. وفي ضاحية حرستا حيث قال نشطاء أن عشرات الجنود انشقوا في مطلع الأسبوع بعد أن رفضوا إطلاق النيران على المحتجين أخذ المتظاهرون يهتفون "الشعب يريد إسقاط الرئيس". وفي ضاحية سقبا المجاورة رفع حشد من المتظاهرين الأحذية في الهواء وهم يهتفون "هذا مستواك يابشار". ووفقا لجماعة نشطاء قتلت القوات السورية 551 مدنيا على الأقل أثناء شهر رمضان. وبعد خمسة اشهر من الاحتجاجات في الشوارع ضد حكمه يواجه الأسد الذي ينتمي إلى الأقلية العلوية المزيد من المظاهرات بعد الإطاحة بمعمر القذافي في ليبيا والضغوط الدولية المتزايدة ضد حكمه. ويتحدث سكان ونشطاء أيضا عن تزايد الانشقاق بين الجنود السوريين ومعظمهم من الأغلبية السنية في البلاد رغم أن قادتهم من الطائفة العلوية تحت قيادة ماهر الشقيق الأصغر للأسد. وقال نشطاء إن تسجيلات فيديو على موقع يوتيوب على الانترنت أظهرت جنودا يجوبون وسط دمشق في حافلات كبيرة خضراء من هيئة النقل العام وهم يخرجون بنادقهم الكلاشنيكوف من النوافذ لمنع الاحتجاجات التي اندلعت بالرغم من كل ذلك في أحياء القابون وكفر سوسة وركن الدين والميدان. وفي تقرير نشر اليوم الثلاثاء قال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن قوات الأسد قتلت 551 شخصا أثناء شهر رمضان وان 130 شخصا اخرين قتلوا يوم 31 يوليو تموز عشية بدء شهر رمضان في هجوم بالدبابات على مدينة حماة التي شهدت مذبحة في عام 1982 ارتكبها الجيش. وقال إن التقرير لا يشمل عدد الضحايا الذين لم يتم تحديد هوياتهم بالأسماء أو الجثث التي خطفتها (قوات الأمن) ولم يتم إعادتها إلى عائلاتها. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء أن التلفزيون الحكومي بث تسجيلا صوتيا لاثنين من "الإرهابيين" وصفا نفسيهما بأنهما ناشطين. وقالت أن التسجيل يكشف عن أجندة كاملة للاستفزاز واستهداف معسكرات الجيش والشرطة وترهيب المواطنين المسالمين باسم الحرية. وذكرت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا التي يرأسها المنشق المنفي عمار القربي أن قوات موالية للأسد بينهم من يطلق عليهم الشبيحة قتلوا 3100 مدني منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية في مارس وبينهم 18 قتلوا أمس الاثنين فقط. وتلقي السلطات السورية باللوم على "مجموعات مسلحة إرهابية" في إراقة الدماء وتقول أنهم قتلوا 500 ما بين جنود ورجال شرطة. وقال نشطاء وسكان إن قوة مدرعة طوقت بلدة قرب مدينة حمص أمس وأطلقت نيران الأسلحة الآلية بعد انشقاق عشرات الجنود في المنطقة. وأضافوا أن امرأة تدعى أمل كرمان (45 عاما) قتلت وأصيب خمسة أشخاص آخرين مضيفين أن عشرات الأشخاص اعتقلوا في مداهمات جرت من منزل إلى منزل في البلدة التي يبلغ تعداد سكانها 40 ألف نسمة. ونفت السلطات السورية مرارا حدوث انشقاق في الجيش. وطردت وسائل الإعلام المستقلة منذ بدء الانتفاضة. وقال دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي أمس أن حكومات الاتحاد قد تفرض عقوبات على البنوك السورية وشركات الطاقة والاتصالات خلال أسبوع.