أصيب بعض المتسوقين في الأيام القليلة الماضية بحالة من الارتباك والحيرة، عندما حاولوا الموازنة بين شراء مستلزمات المدارس وحاجيات البرودة الشديدة، التي يقول المهتمون بالطقس أنها ستستمر لمدة شهر، وشهدت أسواق الشرقية في الأيام الثلاثة الماضية حالة من الزحام التي تتزامن مع قرب بداية الفصل الدراسي الثاني، ولكنها اختلفت في هذا العام لتتزامن هذه المناسبة من مناسبة أخرى هي البرودة الشديدة. وعانت أسر من ضبط عملية التسوق، نظراً للتشتت الكبير بين شراء مستلزمات المدارس للأبناء، وبين شراء مستلزمات «البرودة» وما تحتاج إليه ربة البيت في هذه الأيام. وأكد متسوقون ارتفاع أسعار القرطاسية المدرسية ورداءة بعض الخامات، وبخاصة ما يتعلق بالحقائب المدرسية التي تفنن صانعوها في الاستفادة من الشخصيات الكارتونية المحببة للأطفال، مثل «سبيدر مان»، و»فلة»، ولكن على حساب جودة خامات بعضها. وأوضح نواف الشهري (متسوق) أن المعاناة لم تكن مادية فحسب، وإن كانت هي الأبرز، ويقول: «هناك معاناة جدَّت علينا تمثلت في حالة من التشتت أصبتُ بها أنا وزوجتي، وتمثلت في عدم التوفيق بين شراء مستلزمات المناسبتين». وأضاف «تمثلت الحيرة في محاولة شراء الأولويات، لأننا عائدون من رحلة خارج الشرقية استنزفت مالاً كثيراً، لنصطدم بالمناسبتين معاً». ووجد بعض المتسوقين حلاً وسطاً للتوفيق بين الأوضاع، بحسب محمد الخليفة الذي يقول: «اشتريت ما يحتاجه البيت للأسبوع الأول من ملابس شتوية، وعندما أردت أن أشتري قرطاسية الأولاد دخلت أحد مراكز التسوق، وطلبت من أولادي اختيار الضروريات التي يحتاجونها من أقلام ومساحات ومساطر، وأخيراً الدفاتر في حدود مبلغ حددته مع زوجتي، وما زاد فيتم تأجيله أو الاستعانة بما تبقى لديهم من قرطاسية الفصل الدراسي الأول، وبخاصة الدفاتر». وتشكو سلمى الهنداوي من حالة الارتباك التي أصابتها في الأيام الماضية عندما أوكل إليها زوجها شراء حاجة البيت من مستلزمات الشتاء، وقرطاسية الأولاد «لأنني أكثر تنظيماً منه في عملية الشراء، ولكني هذه المرة فشلتُ، ولاحظ بعض المتسوقين ارتباكي أثناء وقوفي أمام المحاسب، عندما أردت أن أدفع له، لأن المال الذي معي لم يكن كافياً، فأردت أن أتخلص من بعض مشترياتي، فأمسكت في يدي عدداً من الدفاتر وفي الأخرى عدداً من الأكواب من أجل المفاضلة بينهما»، وأصيبتْ بحالة من الضحك بعد خروجها من المحل، نظراً لما قرأتْهُ في عيون إحدى المتسوقات عندما رأتها على حالتها السابقة. ولم يخلُ جو التسوق من حالات الغضب والتذمر من بعض المتسوقين، نظراً لارتفاع أسعار بعض حاجيات المدارس، وبخاصة الحقائب المدرسية عن الفصل الأول، على رغم رداءة خامات بعضها، ويبقى الرأي الأخير في شراء تلك الحقيبة أو غيرها عائداً في المقام الأول لحاملها سواءً كان ولداً أو بنتاً، ويشير الشهري إلى أن «الشخصيات الكارتونية الموضوعة على الحقائب وبخاصة «الرجل العنكبوتي» أو «سوبر مان» شهدا منافسة قوية بينهما لجذب المزيد من المشترين من الأولاد، فيما تنافست «فلة» و «لولو كاتي»، بأشكالهما الوردية في جذب اهتمام البنات»، وكان الرابح الأكبر في نظر الشهري «التجار الذين جنوا أرباحاً طائلة من تلك المنافسة المحمومة على شاشات الفضائيات وفي جيوب التجار»، مؤكداً أن «الخاسر بالطبع هو الأب الذي لا يستطيع أن يحرم ابنه وابنته من الفرحة والسعادة أمام زملائهما في المدرسة». ووافقه محمد الخليفة في الرأي مؤكداً «سوء الخامات لبعض الحقائب رغم تفننها في الشكل العام، ووضع الشخصيات الكارتونية بعناية، وإضافة الجديد لها مثل حافظة الطعام والمقلمة الخارجيتين، فكانا عاملي جذب للأطفال».