رغم برودة الطقس في الأردن، خرجت مسيرات عدة للتعبير عن مطالبها المستمرة منذ أكثر من عام بالإصلاح ومحاربة الفساد، اذ انطلقت عقب صلاة الجمعة مسيرة شارك فيها نحو ألف شخص من أمام المسجد الحسيني وصولاً الى ساحة النخيل تحت شعار «جمعة التأكيد» للمطالبه بالإصلاح السياسي والاقتصادي ومحاربة الفساد. وطالب المشاركون في المسيرة التي دعت اليها الحركة الاسلامية، بإصلاحات شاملة تبدأ بإعداد قانون انتخابات وحل مجلس النواب وإجراء الانتخابات، وهي لهجة جديدة في ربط إجراء الانتخابات بإصلاحات سياسية تسبقها. ورهن المشاركون مطالبتهم بالانتخابات بإجراء إصلاحات، وهتفوا: «لا بلدية ولا نواب ما بدنا انتخابات غير لما تصير الإصلاحات»، مطالبين بالإسراع في إجراء إصلاحات حقيقية ليتمكن الشعب الأردني من اختيار ممثليه في مجلس النواب، ومن ثم تشكيل حكومة منتخبة. وكانت قوى سياسية اردنية اشارت الى وجود اتفاق حكومي مع «الإخوان المسلمين» على تأجيل الانتخابات النيابية في الوقت الذي يؤكد فيه العاهل الاردني ان الانتخابات يجب ان تجري قبل نهاية العام. كما أكد المشاركون أحقية العشائر الأردنية وأبناء المخيمات في المشاركة بالحراك، مطالبين بوقف ما أسموه فزاعة «الإخوان»، ورددوا شعارات منها: «عشائرنا حرة أبية، لا شرقية ولا غربية»، في رد غير مباشر على دعوة رئيس مجلس الأعيان طاهر المصري أبناء المخيمات الى عدم المشاركة في الحراك الشعبي كونهم لاجئين. ورسم المعتصمون العلم الاردني على عصبات ربطت على رؤوسهم بألوان العلم في وسط المسيرة. وتساءلوا عن أموال الشركات الأردنية التي «نُهبت» من خلال شعارات منها: «فيه عنا مليون سؤال، وين بتروح هالأموال؟»، و «وين أموال الضمان، وين أموال الفوسفات؟»، و «وين أموال البوتاس، وين أموال الملكية والشركات الوهمية؟». وأحرق المتظاهرون العلميْن الإسرائيلي والأميركي احتجاجاً على ما أسموه «نهج التبعية». وأصدرت الحركة الإسلامية بياناً أكدت فيه أن صمام الأمان الوحيد في الأردن هو الإصلاح فقط، رافضاً محاولات «شيطنة الحركة الإسلامية وتشويه تصرفها وتاريخها». واعتبرت ان «فزاعة الوطن البديل» من الفزاعات التي يرتكز اليها النظام لضرب الحراك، متهمة إياه بأنه يقود مؤامرة الوطن البديل منذ توقيعه على معاهدة وادي عربة. وفي المحافظات، خرجت مسيرات عدة تطالب بالإصلاح السياسي ومكافحة الفساد، وترفض المس بالأردن والتبعيات الخارجية وتحذر من مخططات الوطن البديل. ففي الجنوب، خرج منتسبو الحراك الشبابي والشعبي في محافظة الكرك في مسيرة لم يشارك فيها الإسلاميون انطلقت عقب صلاة الجمعة من امام المسجد العمري وسط المدينة باتجاه مدرسة الكرك الثانوية للبنين، وذلك تحت عنوان «رفض التبعية». وحمل المشاركون بشدة على الحكومة الحالية واتهموها بجر البلاد إلى ما وصفوه بالوصاية الاميركية والصهيونية، وطالبوا بتعزيز السيادة الوطنية من خلال استقلالية القرار الأردني، فيما اتهموا الحكومة أيضاً بعدم الرغبة في تنفيذ اي إصلاحات حقيقية. وأكد المشاركون في المسيرة أحقية مطالب الحراك الشبابي والشعبي الذي انطلق قبل أكثر من عام من استقلالية القرار الاردني وتجفيف منابع الفساد ومعاقبة مقترفيه انى تكن مواقعهم، بما يوازي فعلتهم التي أضرت بأمن البلاد الاقتصادي وأرهقت جيوب مواطنيها. كما طالب المشاركون بهتافاتهم بانتخابات نيابية مبكرة حرة ونزيهة والتصدي بوضوح لطروحات الوطن البديل، وان تمارس الحكومة دوراً قومياً يحمي حقوق الشعب الفلسطيني في العودة الى وطنه وإقامة دولته المستقلة. ووسط مدينة الكرك، تجمع أنصار حركة «الأردن بيتنا» التي تأسست الشهر الجاري في اعتصام عنوانه «الإصلاح يبدأ بقانون انتخابات عصري»، مؤكدين ان الانتخابات النيابية الحرة النزيهة هي المدخل للإصلاح بجوانبه المطروحة على الساحة الاردنية. وانتقد المعتصمون ايضاً ما وصفوه برضوخ الحكومة لمنطق الحركة الإسلامية التي انتقدوا أداءها على الساحة الأردنية، معبرين عن رفضهم بإصرار لعودة حركة «حماس» وممارسة أي نشاط لها في الأردن. وفي الطفيلة، طالب المتظاهرون بمكافحة جدية للفساد وفتح ملفاته، كما انتقدوا عملية إعادة هيكلة الرواتب الحكومية التي بدأ تطبيقها مطلع العام. وفي محافظة معان، نظم ائتلاف شباب الإصلاح والتغيير وقفة احتجاجية امام مسجد معان الكبير تحت شعار «جمعة الحرية والكرامة» أكدوا فيها حقهم في حرية التعبير عن الرأي واستعادة حقوق الشعب المنهوبة. ورفع المشاركون شعارات: «جمعة الحرية والكرامة، لا لمحكمة امن الدولة، لا للوصاية الاميركية على الوطن، لن نسمح باعتقال شرفاء الوطن وأحراره».