كابول، ا ف ب، باشرت فرنسا إنسحابها من افغانستان بمغادرة 200 جندي من اصل أربعة الآف تقريباً، في إطار جدول زمني أعلنه الرئيس نيكولا ساركوزي في تموز(يوليو). ومن المقرر أن ينسحب ألف جندي نهاية 2012، أما الباقون فبحلول 2014. ويلي إنسحاب الجنود الفرنسيين بدء إنسحاب القوات الاميركية التي تتولى قيادة القوة الدولية المنتشرة في البلاد منذ أواخر العام 2001، والتي لم تتمكن في غضون عشر سنوات من بسط الأمن ومن منع عودة حركة طالبان التي تسلل عناصرها الى ما يزيد عن نصف الأراضي الأفغانية. وبلغ إجمالي قتلى الجنود الفرنسيين 75 في افغانستان منذ 2001. ومن المقرر أن ينطلق 194 عسكريا من المطار العسكري في كابول، من بينهم 172 من السرية الثانية في فوج المظليين الاجنبي المتمركز في كالفي (كورسيكا، جنوب شرق فرنسا)، كما أعلن الجيش الفرنسي. وكان المظليون الذين بدأوا مهمتهم في أفغانستان في السادس من تموز(يوليو)، ينتشرون في قاعدة تورا (سوروبي) التي تبعد 50 كلم شرق كابول. وسينسحب 11 جنديا من وحدة الإرتباط والتدريب العملاني للجيش الأفغاني، و10 من مهمة "إبيدوت" المكلفة تدريب الجيش الأفغاني بالإضافة الى عضو من هيئة الأركان. وقبل عودتهم الى فرنسا، من المقرر أن يتوقف الجنود في قبرص حيث سيمضون "فترة نقاهة" لبضعة أيام، على غرار جميع الجنود الفرنسيين الذين يغادرون افغانستان. ومن المقرر أن تغادر دفعة ثانية من مئتي جندي الأراضي الأفغانية "قبل عيد الميلاد". إلا ان الجدول الزمني لرحيل الجنود ال600 الآخرين أواخر 2012 لم يحدد بعد. وينتشر القسم الأكبر من الأربعة الآف جندي فرنسي في إطار قوة الحلف الاطلسي، المؤلفة من أكثر من 130 ألف جندي يشكل الأميركيون ثلثيهم، في منطقة سوروبي (كابول) وإقليم كابيسا المجاور. وكان ساركوزي صرح في 12 تموز(يوليو) في كابول أن "جميع الجنود الفرنسيين سيكونوا قد رحلوا عن أفغانستان في العام 2014، وستنقل كل السلطات الى الأفغان". ويتوقع التحالف سحب جميع قواته المقاتلة بحلول نهاية 2014 بعد أن ينقل المسؤولية الأمنية الى القوات الأفغانية على كل الأراضي في إطار العملية المسماة "انتقالية" والتي بدأت في سبع من المناطق الافغانية في تموز(يوليو) الماضي. وفي صرح الكولونيل ليونيل جاندور الذي يتولى قيادة السرية الفرنسية في سوروبي، أن إنسحاب عناصر الفرقة الثانية في فوج المظليين "لن يؤثر على عمل قاعدة (تورا) ووتيرة العمليات". وأضاف "لا ننسحب بين ليلة وضحاها. والعمل الذي أنجز يتيح الإنسحاب من دون الشعور بالأسف"، فيما تنوي فرنسا إدراج سوروبي في المرحلة الثانية من العملية الانتقالية. إلا أن حجم الإنسحاب الذي أعلن في تموز(يوليو) فاجأ بعض المسؤولين العسكريين الذين كانوا يأملون في الاستفادة من نقل المسؤوليات في منطقة سوروبي التي تشهد هدوءاً نسبياً، لزيادة عناصرهم في كابيسا حيث يعتبر الوضع أكثر صعوبة. وفي 13 تموز(يوليو)، غداة زيارة الرئيس ساركوزي الى أفغانستان، قتل خمسة جنود فرنسيين في عملية إنتحارية في كابيسا. وقد إعتبر مقتلهم أكبر خسارة فرنسية في أفغانستان، منذ المكمن الذي قضى فيه عشرة جنود فرنسيين في 2008 في وادي أوزبين (سوروبي). وبعد هذا الهجوم، أعلنت باريس عن إعادة النظر في التدابير الأمنية لتأمين سلامة قواتها. ونتيجة ذلك الهجوم، تقلص عدد المهمات للحد من مخاطر وقوع خسائر، كما قال عسكريون. ويؤكد الجيش الفرنسي أنه قام فقط "بتطوير طرق تحركه" في إطار تولي القوات الأفغانية الشأن الأمني. وقال الكولونيل جاندور "نقلص مهماتنا كلما أخذ الجيش الافغاني مهمات إضافية على عاتقه"، موضحاً أن القوات الفرنسية التي كانت في الخطوط الأمامية باتت تتولى في أغلب الأحيان مهمة تقديم الدعم للقوات الأفغانية.