يسود حال من القلق أوساط مربي الماشية وتجار الشعير في أسواق الرياض من استمرار ارتفاع أسعار الشعير، متوقعين أن تسجل زيادات جديدة خلال الأيام المقبلة، ما ينعكس بالسلب على أسعار الماشيةوبخاصة مع دخول شهر رمضان وموسم الحج المقبل. ويقدر رئيس لجنة الأعلاف الفرعية في «غرفة الرياض» الدكتور عبدالمحسن الحسيني حجم سوق الشعير في المملكة بنحو سبعة ملايين طن، تدعم الدولة الطن ب 200 ريال في مقابل 1200 ريال العام الماضي، مشيراً إلى أن انتاج الأعلاف بمختلف أنواعها يبلغ أكثر من 3.5 مليون طن سنوياً، مؤكداً أن الدولة تعمل على تشجيع صناعة الأعلاف، خصوصاً المركبة، بسبب استهلاك المياة الكبير في الأعلاف الخضراء. وقال ل «الحياة» إن شركة «اراسكو» تنتج حالياً نحو 1.7 مليون طن من الأعلاف المركبة، وتخطط لرفعها إلى خمسة ملايين طن، وذلك بهدف تعويض الشعير واستبدال البرسيم والاعلاف الخضراء التي تستهلك كميات كبيرة من المياة تقدر بنحو 30 في المئة من حجم المياة المستهلكة في المملكة. وأشار إلى وجود أكثر من 16 مليون رأس من الاغنام في المملكة ونحو 800 ألف رأس من الإبل، وجميعها تحتاج الى الشعير والاعلاف، ما جعل الربط بين الاستهلاك من جهة والاستيراد والإنتاج من جهة اخرى أمر مهم للكثير من المستثمرين في هذا القطاع. ولفت الحسيني إلى اتجاه الكثير من الشركات المتخصصة في قطاع الأعلاف والشعير على انتاج الأعلاف المصنعة (المركبة)، في ظل الطلب المتواصل عليها، إذ تبيع شركته أكثر من نصف مليون طن سنوياً، في الوقت الذي نخطط لإنتاج 3 ملايين طن في عام 2012، تشكل نحو 30 في المئة من حاجة المملكة. من جهته، أوضح رئيس مجلس ادارة صندوق التنمية الزراعي المهندس عبدالله الربيعان أن المملكة منذ فترة طويلة اعتمدت على الشعير كعلف رئيسي للماشية، بعكس الدول الأخرى التي يتوفر فيها بدائل أخرى، ما أسهم في ارتفاع الطلب على الشعير وزيادة الأسعار. وأكد أن الدولة اتجهت الى إقرار سياسة الأعلاف المصنعة التي تحتاج الى وقت حتى تكون مقبولة بشكل كامل لدى مربي الماشية الذين يعتمدون حالياً على الشعير والبرسيم والأعلاف الخضراء في تربية مواشيهم. وبين الربيعان أن حجم تجارة الشعير في العالم يقدر بنحو 14 مليون طن سنوياً، حصة السعودية منه نحو سبعة ملايين طن، وبنسبة 60 في المئة. من جهتهم، توقع مربو ماشية وتجار الشعير في الرياض ان تواصل أسعار الشعير ارتفاعها، وأن يصل سعر كيس الشعير زنة 45 كيلو غرام إلى أكثر من 35 ريالاً، مقارنة بسعر 30 ريالاً في الوقت الحاضر، مرجعين الأسباب الى الموردين الرئيسين الذين يعملون على إثارة الأزمات وبث الإشاعات ثم تجفيف السوق ورفع الأسعار. وعزا أحد مربي الماشية عبدالله آل عائض ارتفاع أسعار الشعير إلى الموردين الرئيسين الذين يعملون على بث الإشاعات وتجفيف السوق، من خلال إبقاء الشعير المستورد في الموانئ لفترة طويلة، ثم رفع الأسعار من دون مبرر، ما تسبب في ارتفاع اسعار الأغنام. وبين أن هناك قصوراً من الجهات المختصة في مراقبة موردي الشعير بشكل مباشر، والاعتماد الرقابة على الموزعين الذين لا تتجاوز أرباحهم ريالين فقط في الكيس. ولفت آل عائض إلى أن أسعار المواشي ستشهد خلال الأشهر المقبلة خصوصاً مع قرب شهر رمضان المبارك ارتفاعات جديدة، متوقعاً أن تتجاوز الارتفاعات 30 في المئة. ويقول أحد الموزعين في الرياض أبو ناصر السبيعي إن الأسعار وصلت إلى 31 ريالاً لكيس الشعير الاسترالي، و29 ريالاً للأوروبي فيما بلغ سعر العلف الوافي المصنع 23 ريالاً، لافتاً الى أن الموردين يرجعون تلك الارتفاعات الى الأسواق العالمية، إذ إن الكميات المستوردة محدودة مقارنة بالأشهر الماضية. وأكد أن الطلب على الشعير يشهد زيادة كبيرة من المستهلكين، خوفاً من ارتفاعات جديدة تدفع بالسعر إلى 35 ريالاً للكيس، موضحاً أن الوزارة لم تقم بدورها في تثبيت السعر على المورد، مما تسبب في زيادة السعر بشكل كبير. من جهته، قال محمد العتيبي أحد مربي الأغنام إن التجّار والموردين يتحملون المسؤولية الكاملة باستمرار ارتفاع أسعار الشعير، وعدم تفاعلهم مع قرار اللجنة الوزارية بخفض السعر إلى 19ريالاً.وبيّن أن الشعير متوفر بكميات كبيرة في السوق، وبكلفة استيراد معقولة، ولكن الموردين يزعمون أنهم استوردوا بأسعار مرتفعة. وأضاف أن ارتفاع الأسعار تسبب في رفع أسعار الأغنام بشكل كبير، ومن المتوقع أن يكون ضرره مضاعفاً خلال شهر رمضان المبارك وموسم الحج المقبل.