كشف مسؤول في حركة «حماس» ل «الحياة» أن رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل استقبل وفداً عسكرياً رفيعاً برئاسة القيادي البارز في «كتائب عز الدين القسام» أحمد الجعبري للضغط عليه من أجل إثنائه عن قراره التخلي عن منصبه. وقال المسؤول ان مشعل استقبل خلال وجوده في القاهرة الجعبري والوفد المرافق له الذي ضم عضو المجلس العسكري مروان عيسى وبعض القيادات العسكرية، وكذلك عدداً من رموز الأسرى الذين تم إطلاقهم في صفقة تبادل الاسرى التي أُطلق عليها «الوفاء للأحرار» وتمت في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، ومن بينهم القيادي في الحركة ومؤسس جهازها الأمني وقائدها في السجون يحيى السنوار الذي أمضى 23 عاماً في الأسر، وكذلك أحد مؤسسي الحركة القيادي روحي مشتهى الذي قضى في المعتقلات الإسرائيلية أكثر من 24 عاماً. وأوضح المسؤول أن الوفد عبّر لمشعل عن رفضه هذه الخطوة، وأكد له ضرورة استمراره في موقعه والقيام بدوره رئيساً للحركة، وان هذا الموقف يعبر عن إرادة قطاع واسع وعريض من الحركة في الداخل والخارج. يذكر أن «حماس» أكدت في بيان أصدرته منذ نحو أسبوع نية مشعل التخلي عن منصبه الذي استمر ثماني سنوات. وأفاد البيان أن مشعل أبلغ مجلس شورى الحركة في اجتماعه الأخير برغبته في ألا يكون مرشحاً لرئاسة الحركة في الدورة التنظيمية المقبلة. وعما تردد عن زياره مزمع أن يقوم بها مشعل لغزة برفقة الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، قال المسؤول: «هذه الفكرة واردة فعلاً، وتلقى استحساناً لدى قيادة الحركة»، لافتاً إلى أنه لم يتم تحديد موعد لها لأن توقيتها يتعلق بالتفاهم بين الطرفين (عباس ومشعل) وظروف كل منهما، وكذلك الوضع الأمني. وأشار إلى أن الوضع الأمني مقلق ويجب وضع احتياطات كافية اثناء ترتيب مثل هذه الزيارة. وثمّن الزيارة باعتبارها «خطوة تصب في صالح الكل الفلسطيني ... فهي تدعم الوحدة الفلسطينية وإجراء مهم من شأنه لو تم أن يعزز المصالحة بل يؤكد عليها ويدعم الموقف الفلسطيني في مجابهة التعنت الاسرائيلي».