كشف القيادي في حركة «حماس»، ممثلها في لبنان أسامة حمدان ل «الحياة» أن صفقة تبادل الأسرى التي أبرمت بين الحركة واسرائيل برعاية مصرية، تضمنت التزاماً إسرائيلياً واضحاً بعدم استهداف الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم عبر الصفقة، محذراً من أن أي إخلال بأي بند من بنود الصفقة لن يمر مرور الكرام. ووصف حمدان إبرام الصفقة بأنه إنجاز وطني مشرف بامتياز، رافضاً الخوض أو التعليق على الانتقادات التي وجهت للتقليل من شأنها بحجة أنها لم تشمل كلاً من القيادي البارز في حركة «فتح» مروان البرغوثي والأمين العام ل «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» أحمد سعدات، مشيراً الى ان اسرائيل وافقت بموجب الصفقة على اطلاق 54 أسيراً من بين 70 كانت ترفض مطلقاً إطلاقهم، ومن ضمنهم البرغوثي وسعدات وأسماء لامعة أخرى في «حماس». واستطرد قائلا: «إلا أنها رفضت الإفراج عن 16 أسيراً، و12 منهم من حماس، فيما الأربعة الباقون من تنظيمات أخرى، من بينهم البرغوثي وسعدات». واضاف: «رغم ذلك، وافقنا على إنجاز الصفقة من دون أن تتضمن اسماء بارزة من حماس لأن إسرائيل وضعت فيتو على هذه الأسماء»، لافتاً إلى أن الحركة أكدت التزامها السعي لإطلاق الأسرى الفلسطينيين بكل الطرق المشروعة. وشدد على أن هذا الأمر لا يقلل إطلاقاً من قيمة الصفقة التي حققت إنجازاً كبيراً جداً، مشيراً إلى تقليص عدد الأسرى المبعدين من 280 أسيراً كانت تشترط إسرائيل إبعادهم إلى 40 أسيراً، وكذلك إطلاق 46 أسيراً من ابناء القدس وموافقة إسرائيل على عودتهم جميعاً إلى منازلهم، إضافة إلى الإفراج عن خمسة أسرى من مناطق ال 48. واعتبر ذلك كسراً ل «التابو» الإسرائيلي، مشيراً إلى أن إسرائيل كانت ترفض بالمطلق إطلاق هؤلاء الاسرى، وأن الاسير الذي أفرج عنه من الجولان كان محكوماً بالمؤبد. وعلى صعيد المرحلة الثانية من الصفقة التي سيتم بموجبها إطلاق 550 أسيراً فلسطينياً بعد شهرين من تسليم شاليت، قال: «هناك قواعد محددة يجب أن تنطبق على الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم، وهي اولاً أن يكونوا أمنيين وليسوا جنائيين. وثانياً الافراج عن أسرى متنوعين من شتى أرجاء الوطن، وكذلك متنوعين فصائلياً، أي ينتمون الى فصائل مختلفة»، لافتاً إلى أن الحالة الصحية للأسير ستؤخذ بالاعتبار، وكذلك مدة محكوميته، والمدة التي قضاها في السجن. وشدد على أن الجانب المصري هو الضمانة الوحيدة والكافية لتحقيق كل هذه الشروط والمواصفات في المرحلة الثانية. وأكد حمدان أن «حماس» كانت معنية تماماً في انجاز الصفقة من خلال راع عربي، وبالتحديد مصر، وقال: «كنا معنيين تماماً بأن يكون لمصر دور جوهري في إنجاز الصفقة لأسباب كثيرة يعلمها الجميع». في غضون ذلك، كشف مصدر فلسطيني مسؤول أن الإسرائبليين طلبوا من الجانب الفلسطيني التعهد بعدم اللجوء إلى خطف جنود إسرائيليين مستقبلاً، لكن الجانب الفلسطيني لم يتجاوب مع هذا الطلب. وتوقع تخفيف الحصار على قطاع غزة تدريجاً عقب انجاز الصفقة. وكشف أعضاء الفريق الفلسطيني في التفاوض الموجود حالياً في القاهره والذي يرأسه الجعبري ويضم عضوي المكتب السياسي للحركه نزار عوض الله وصالح العاروري، وعضو المجلس العسكري مروان عيسى. الى ذلك، استقبل أمس رئيس الاستخبارات المصرية اللواء مراد موافي وفد «حماس» برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل.