غادر رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل والوفد المرافق له القاهرة أمس بعد زيارة استغرقت تسعة أيام تم خلالها إنجاز ملف المصالحة الفلسطينية بعدما وقّع مشعل على الورقة المصرية للمصالحة وورقة التفاهمات الفلسطينية الثلثاء الماضي. والتقى مشعل امس كلاً من شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ورئيس لجنة تعديل الدستور المستشار طارق البشري، وذلك غداة لقائه ممثلين عن ائتلاف شباب ثورة 25 يناير اول من امس. وكان مشعل التقى المرشد العام لحركة «الإخوان المسلمين» محمد بديع، وكشفت مصادر مسؤولة في «حماس» أن الاخيرة وافقت على استئناف مفاوضات تبادل الأسرى مع إسرائيل بوساطة مصرية على قاعدة البدء من نقاط التوافق التي تم التوصل اليها خلال جولات المفاوضات السابقة، والتي كانت تجري بوساطة ألمانية، وعدم البدء من نقطة الصفر أو العودة الى النقاط الخلافية التي اكدت الحركة انها لن تخوض في النقاش فيها مجدداً. وقالت المصادر ل «الحياة»: «نحرص في بداية المفاوضات التي ستجرى مع العدو الإسرائيلي على استبعاد نقاط الخلاف المتمثلة في مسألة إبعاد الأسرى الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم، وكذلك مسألة عدم الإفراج عن جميع النساء وأسرى القدس وأسرى المناطق الفلسطينية داخل الخط الأخضر (أراضي ال 48)، وكذلك استبعاد الأسرى الرموز الذين كانت تطلق عليهم إسرائيل المهمين». وكان القيادي البارز في الجناح العسكري ل «حماس» أحمد الجعبري والوفد المرافق له التقوا قيادة الاستخبارات العامة المصرية، وأطلعها على آخر التطورات في هذا الملف، علماً أنه ما زال موجوداً في مصر لإدارة هذا الملف مع الجانب المصري. كما اطلع الجعبري مشعل وقيادة «حماس» على آخر تطورات هذا الملف لتنسيق المواقف مع المصريين، خصوصاً في ضوء انتهاء دور الوسيط الألماني في رعاية هذا الملف والإشراف عليه.