شدد رئيس مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، على أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، استشعر خطر الإرهاب وأعلنها صراحة: «لن نسمح لشرذمة من الإرهابيين اتخذوا من الدين لباساً يواري مصالحهم الشخصية، ليرعبوا المسلمين الآمنين، أو أن يمسوا وطننا، أو أحد أبنائه، أو المقيمين الآمنين فيه». وقال في كلمة له خلال ترؤسه الاجتماع ال19 لمجلس أمناء المؤسسة في جدة مساء أول من أمس (الخميس)، في حضور أعضاء مجلس الأمناء: «إنها عبارات قوية واضحة قاطعة، وحكمة بليغة نافذة، وإصرار على اجتثاث الإرهاب، لتكون مملكتنا واحة أمن وأمان، واستقرار وازدهار». ووصف حادثة شرورة بقوله: «وما حدث في منفذ الوديعة بمحافظة شرورة في الجمعة الأولى من رمضان ليس ببعيد، قتل من دون سبب أو علة إلا الوصول إلى السلطة، غير عابئين بمصالح الدول أو حرمة الدماء أو مكانة الأمة وتاريخها». وحذّر، من الأحداث الإقليمية المتلاحقة، موضحاً «هناك دول قسّمت، وأخرى مهددة بالتقسيم، دول أضحت عدة ميليشيات، وأخرى غابت منها مقومات الدولة، والمسلمون لا يقتلون إلا المسلمين». وأكد، أن «الإرهاب دستوره قتل شباب الأمة، وترميل نسائها، وتيتيم أطفالها، من دون ذنب اقترفوه سوى انتمائهم إلى دين أو معتقد مخالف، أو إلى عشيرة أو طائفة مغايرة، أو إلى عرق أو جنسية أخرى، فأضاعوا حضارة 14 قرناً، وشوهوا ديناً لم يستطع ألدُّ أعدائه النيل منه، وإذلال معتنقيه»، مضيفاً أن «الإرهاب لم تسلم منه أمة أو دولة، والجميع في أشد الحاجة إلى تضافر الجهود للبناء والأمان». واستعرض الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، في كلمته، الإنجازات الإدارية والطبية للمؤسسة في عامها الماضي، موضحاً أن عدد المرضى المستفيدين من خدمات المدينة الطبية منذ افتتاحها حتى نهاية 2013 بلغ أكثر من نصف مليون فرد، ومن كانون الثاني (يناير) إلى نهاية أيار (مايو) الماضي فاق 30 ألفاً. وأشار، إلى أنه تم اعتماد «مدينة سلطان» من المنظمة العالمية لاعتماد منشآت التأهيل، مدة ثلاثة أعوام، ابتداء من 2014، وتم البدء في علاج إصابات الحبل الشوكي بالتعاون مع مشروع ميامي لعلاج الشلل، وفق توصيات المؤتمر الدولي الذي عقد في آذار (مارس) الماضي، وإلى بدء التشغيل التجريبي لمدينة سلطان بن عبدالعزيز للأطراف الصناعية. وأوضح، أنه «تم إنجاز ما نسبته 50 المئة من أعمال البناء لإسكان موظفي المؤسسة، وبدء تشغيل مركز الأمير سلطان للخدمات الإنسانية للتربية الخاصة، والمتوقع افتتاحه رسمياً بداية العام الدراسي الجديد، بإذن الله، وكذلك إطلاق وافتتاح عدد من البرامج، أهمها العناية بالجروح وجراحة التجميل والتحكم في السمنة والعناية بالظهر، وإضافة مزيد من جراحات المخ والأعصاب ضمن برنامج الشراكة الطبية المتقدمة مع مستشفى الملك فيصل التخصصي، وأيضاً دعم مركز الحسين للسرطان في الأردن لزيادة طاقته الاستيعابية، وكذلك تسيير استثمارات المؤسسة سيراً صحيحاً في الطريقين المالي والمحاسبي». وشدد على تصميم وعزم أبناء وبنات الأمير سلطان بن عبدالعزيز - يرحمه الله - على الاستمرار في دعم المؤسسة والرقي بها وتطويرها وزيادة أعمالها، وخصوصاً النواحي الطبية والمدينة الطبية، مثل رفع مستوى العلاج، والأخذ بأفضل الطرق لمساعدة المحتاجين ليساعدوا أنفسهم. كما أوضح بعد الاجتماع، أن ذلك لن يكون في منطقة الرياض فقط، بل في جميع أنحاء المملكة وخارجها، وأنه سبق إعلان نية المؤسسة التعاون مع جميع الجهات الحكومية في المنطقة الغربية، وأنه سيكون هناك مدينة طبية أخرى في منطقة مكةالمكرمة، وأيضاً في المناطق الشمالية وغيرها، لتسهم في العمل على علاج ذوي الاحتياجات الخاصة والأطراف الصناعية وزرع المخ وغيرها. وأضاف أنه سيكون هناك عمل مماثل في مصر استتم مناقشته مع الجهات ذات العلاقة، بناء على الأوامر السامية المطبقة على المؤسسات الخيرية. فيما قدم الأمين العام للمؤسسة الأمير فيصل بن سلطان، شرحاً لأبرز الإنجازات التي تحققت في عام واحد، وخطة العام المقبل وموازنته المالية، مثمناً الدعم الذي تلقاه المؤسسة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وأكد الأمير فيصل بن سلطان، أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز، هو الداعم الأول للأعمال الخيرية عموماً، ومؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية خصوصاً، متمنياً وجميع أعضاء مجلس الأمناء، أن يحققوا ما يطمح إليه، في خدمة فئة غالية على قلبه وهي فئة ذوي الاحتياجات الخاصة. نص الكلمة أبدأ كلمتي بتهنئتكم بمناسبات ثلاث، أولاً: أهنئكم والشعب السعودي الأصيل بشهر رمضان المعظم، شهر المغفرة والرحمة، شهر العطاء وبذل الخير، شهر كرّمه الله بنزول القرآن، وبليلة هي خير من ألف شهر، ندعوه أن يعيننا على حسن صيامه وتمام قيامه، وأن يكون ختامه عتقاً من النار، كما وعدنا رسوله عليه الصلاة والسلام. ثانيها: قرب حلول عيد الفطر، أعاده الله عليكم بالصحة والسعادة والتوفيق والنجاح، في خدمة هذا الصرح الخيري، وخدمة مرتاديه حتى نحقق أهداف بانيه ومؤسسه وراعيه التي أرادها في حياته، وسيكملها بمشيئة الله من بعده أبناؤه وأحفاده والمخلصون من أبناء هذا الشعب الأبي الكريم. وثالثها: أهنئكم بمرور 20 عاماً على صدور الأمر السامي بإنشاء تلك المؤسسة، التي قال عنها الأمير سلطان بن عبدالعزيز – يرحمه الله –: «إنني وأبنائي نحتسب إلى المولى عز وجل كل جهد نقوم به تجاه المجتمع بكافة شرائحه، حتى تؤدي هذه المؤسسة رسالتها السامية، وببركة الله ومنّه وعطائه ستكملون أنتم الرسالة، وتحققون الأهداف حتى تكون مؤسستكم صرحاً رائداً في تقديم خدمات إنسانية مميزة للمجتمع، خدمة وتنمية في إطار خيري إنساني منفرد». تلاحق الأحداث عام مضى على الاجتماع ال18 لمجلس الأمناء، عام مليء بالأحداث المأساوية الدامية على المستوى العربي، وإنجازات إنسانية حضارية، على مستوى مؤسستنا الخيرية. الأحداث تتلاحق، دول قسمت، وأخرى مهددة بالتقسيم، دول أضحت عدة ميليشيات، وأخرى غابت عنها مقومات الدولة، والمسلمون لا يقتلون إلا المسلمين، وما حدث في منفذ الوديعة، بمحافظة شرورة، في الجمعة الأولى من رمضان، ليس ببعيد، قتل من دون سبب أو علة، إلا الوصول إلى السلطة، غير عابئين بمصالح الدول، أو حرمة الدماء، أو مكانة الأمة وتاريخها. إرهاب دستوره قتل شباب الأمة، وترمل نسائها، وتيتم أطفالها، من دون ذنب اقترفوه سوى انتمائهم إلى دين أو معتقد مخالف، أو إلى عشيرة أو طائفة مغايرة، أو إلى عرق أو جنسية أخرى، فأضاعوا حضارة 14 قرناً، وشوهوا ديناً لم يستطع ألدُ أعدائه النيل منه، وإذلال معتنقيه، ولكنه الإرهاب الذي لم تسلم منه أمة أو دولة، هي في أشد الحاجة إلى تضافر جهود كل أبنائها، للبناء والأمان. وسلم حكيم العرب، سيدي خادم الحرمين الشريفين عندما استشعر الخطر، وأعلنها صراحة: «لن نسمح لشرذمة من الإرهابيين اتخذوا من الدين لباساً يواري مصالحهم الشخصية، ليرعبوا المسلمين الآمنين، أو أن يمسوا وطننا، أو أحد أبنائه، أو المقيمين الآمنين فيه». عبارات قوية، واضحة قاطعة، وحكمة بليغة نافذة، وإصرار على اجتثاث الإرهاب، لتكون مملكتنا واحة أمن وأمان، واستقرار وازدهار. دعوة كل غيور على مصلحة بلده إلى العلم والعمل ونحن في مجلس الأمناء، ندعو كل عاقل، وكل غيور، على مصلحة بلده، إلى العلم والعمل، والفكر والتنوير، طريقاً إلى التطوير والنماء، والقوة والارتقاء. أما عام المؤسسة، فقد كان مليئاً بالإنجازات الإدارية والطبية، ما رفع مستوى الأداء الإنساني والخيري، فقد نفذّت القرارات الخمسة المتخذة في الاجتماع السابق، وبعضها في طريقه إلى التنفيذ النهائي، وباستعراض الإحصائيات، التي تحققت تحدثت الأرقام التي لا تكذب ولا تتجمل بالحقائق التالية: - بلغ عدد المرضى المستفيدين من خدمات المدينة، منذ افتتاحها حتى نهاية 2013 أكثر من نصف مليون فرد، ومن (يناير) حتى نهاية (مايو) هذا العام فاق 30 ألف فرد. - اعتمدت المدينة من قبل المنظمة العالمية لاعتماد منشآت التأهيل، لمدة ثلاثة أعوام ابتداء من (يناير) 2014. - بدأ العمل في علاج إصابات الحبل الشوكي، بالتعاون مع مشروع ميامي لعلاج الشلل، وفق توصيات المؤتمر الدولي، الذي عقد في بداية شهر (مارس) الماضي. - بدأ التشغيل التجريبي لمركز سلطان بن عبدالعزيز للأطراف الصناعية، مع واجب تقديم الشكر للبنك السعودي البريطاني، لتبرعه بمبلغ يقارب 5 ملايين ريال مساهمة في الإنشاء. - بلغت نسبة إنجاز المرحلة الثانية، من أعمال البناء لإسكان موظفي المؤسسة 50 في المئة من المشروع. - بدأ تشغيل مركز الأمير سلطان للخدمات الإنسانية للتربية الخاصة، والمتوقع افتتاحه رسمياً بداية العام الدراسي الجديد بإذن الله. - إطلاق وافتتاح عدد من البرامج أهمها: العناية بالجروح، وجراحة التجميل، والتحكم في السمنة، والعناية بالظهر، فضلاً عن إضافة مزيد من جراحات المخ والأعصاب، ضمن برنامج الشراكة الطبية المتقدمة مع مستشفى الملك فيصل التخصصي. - دعم مركز الحسين للسرطان في المملكة الأردنية الهاشمية لزيادة طاقته الاستيعابية. - تسير استثمارات المؤسسة سيراً صحيحاً في الطريقين: المالي والمحاسبي وتدعو إلى زيادة تلك الاستثمارات والمساهمات والتبرعات حتى نتمكن من تحقيق طموحاتنا خدمة للمجتمع والمواطنين والمرضى من شتى البلدان من دون تحيز لدين أو عرق أو جنس أو نوع. هذه في إيجاز لمحة من أبرز الإنجازات المشرفة التي تحققت في عام واحد سنستمع إليها تفصيلاً من الأمير فيصل بن سلطان أمين عام المؤسسة فضلاً عن عرضه خطة العام المقبل وموازنته المالية. زيادة الجهد واستثمار العمل وأن المؤسسة لتعد المجتمع السعودي بزيادة الجهد واستثمار العمل وتحقيق التقدم المنشود معتمدين على توفيق الله وعونه ثم سواعد القادمين على شؤون المؤسسة والمدينة وعقولهم وابتكاراتهم وعملهم في صمت، وسعيهم إلى الخير بلا مراء حتى نكون جديرين بحمل المسؤولية وتنفيذ سياسة مؤسسها الغائب عنا جسداً، والحاضر بيننا فكراً، فلكل من عمل وأسهم وخطط وبذل جهداً أو فكراً أو دعماً، الشكر والتقدير حتى تستمر المؤسسة في تأدية رسالتها الإنسانية السامية. قبل أن اختتم كلمتي فلنرفع جميعنا أسمى آيات الشكر والعرفان إلى مقام خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة، وكافة مؤسسات الدولة والقطاعين الخاص والعام، لما تلقاه المؤسسة من رعاية ومساندة ومتابعة، فضلاً عن السعي الجاد لتحقيق ما فيه خير للمجتمع وشفاء المرضى وتأهيل المستحقين والرعاية للمسنين والمعوقين مع إعطاء الأولوية لمجالات التقدم والتنمية في الصحة والإسكان والتعليم والبحث العلمي والإبداع والارتقاء بين دول العالم ومؤسساتها التقنية، فبالعلم والعمل وحدهما ترقى الأمم وتتحقق الآمال وتقوى الشعوب وتعيش في عزة كرامة. ونتذكر كلمات الراحل العظيم التي صلحت في وقتها وتصلح لوقتنا هذا: إننا اليوم في ظل الظروف العالمية المتغيرة والمصاعب الجمة التي تواجه الإنسانية، لفي أشد الحاجة إلى التآزر وتقوية التعاون لدعم الأعمال الخيرية، ما يزيد من آثرها ويعدد مجالاتها. رحمكم الله يا سيدي تحدثت فصدقت ووعدت فأوفيت فكنت القدوة والنموذج الذي يُحتذى، تقبلكم الله وأسكنكم مع الصديقين والشهداء. والسلام عليكم ورحمة الله.