أثارت تصريحات أدلى بها والي غرداية الجزائرية (المحافظ) عبد الحكيم شاطر ليل أول من أمس، غضب بعض السكان من الميزابيين (أمازيغ)، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة وبينهم وبين عناصر الدرك في وسط المدينة. وصرح الوالي أن الشاب الميزابي التي قُتل صباح أول من أمس، سقط جراء اصطدامه بشاحنة وليس رشقاً بالحجارة. وأعلنت قوى الأمن في غرداية أن الشاب الذي عُثر على جثته صبيحة أول من أمس، كان يقود «دراجة نارية واصطدم بشاحنة كانت متوقفة في حي عين لوبو في غرداية»، قبل أن يؤكد الوالي هذه الرواية، فاندلعت المواجهات بين الشبان الميزابيين وعناصر الأمن بعد صلاة التراويح واستمرت حتى فجر أمس. وأغضبت الرواية الرسمية أهل الضحية، إذ جاء فيها أن «القتيل لم يكن يستعمل خوذة الأمان، وكان قادماً من حي الشعبة على متن دراجة نارية قبل أن يصطدم بشدة بمؤخرة شاحنة كانت مركونة على جانب الطريق في عين لوبو». وسارع والي غرداية إلى عقد مؤتمر صحافي عصر أول من أمس، أكد فيه فرضية الحادث تفادياً لأي تفسير أو تأويل آخر، مؤكداً أن قوى الأمن فتحت تحقيقاً لتحديد ملابساته. وأضاف أن السلطات تعكف على وضع إستراتيجية تهدف إلى «ضمان استتباب الأمن بشكل نهائي وتحقيق الاستقرار في المنطقة وتجنب تكرار أعمال العنف في الولاية»، مشيراً إلى العمل على إنشاء شبكة مراقبة عن بُعد في منطقة غرداية، توازياً مع مكافحة الجريمة الإلكترونية لتجنب نشر الإشاعات والفتن. وأشار شاطر إلى أنه تم التكفل ب80 في المئة من ملفات ال881 مسكناً التي حُرِقت خلال جولات المواجهات السابقة بين الميزابيين والعرب. كما عولجَت ملفات 548 محلاً تجارياً مصرَّحاً بها. وأكد أن الملفات المعنية دُرِست بشفافية ورُفِض بعضها لعدم وجود القرائن اللازمة. واستخدمت قوات حفظ الأمن القنابل المسيلة للدموع والقنابل الصوتية لتفريق الشباب الذين كانوا يطالبون بالانتقام لمقتل الشاب، لتهدأ الأمور عند الظهيرة، ثم تتجدد طيلة الليل. وأُصيب في المواجهات أكثر من 10 عناصر من قوات حفظ النظام. في سياق آخر، بدأت وفود المجموعات المسلحة في مالي ب «التجمع» في شمال البلاد استعداداً لجولة أخيرة من المفاوضات تحتضنها الجزائر في 16 تموز (يوليو) الجاري. وقام وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة بجولة في منطقة الساحل الأفريقي شملت مالي. ويُعتقد أن الجزائر تسير تدريجياً نحو تطبيق خطوة تسلم الأسلحة من جماعات المتمردين الطوارق، الذين يطالب بعضهم بتطبيق الشريعة الإسلامية في مدن الشمال الكبرى (غاو وتمبكتو وكيدال).