تجددت أعمال العنف العرقية بين عرب وميزابيين (أمازيغ) في ولاية غرداية الجزائرية (600 كلم جنوب العاصمة) منذ مساء أول من أمس، ما أدى إلى مقتل شابين، كما طاولت المواجهات منطقة بريان التي تفجر منها الخلاف قبل 6 سنوات، فيما اتهم ميزابيون «مرتزقة متطرفين» من أتباع زعيم «كتيبة الموقعين بالدم» المرتبطة بتنظيم القاعدة، مختار بلمختار (المتحدر من غرداية) بتغذية دعوات «استهداف الخوارج». وذكر مصدر أمني أن المواجهات اندلعت بعد صلاة الجمعة في أحد مساجد بريان (45 كلم شمال غرداية)، ودارت معارك عنيفة بين مجموعات من الشباب استمرت طيلة ليل الجمعة إلى السبت عبر أحياء عدة في منطقة «سهل ميزاب»، قبل أن تتوسع لتطاول منطقة بريان، ما أدى إلى مقتل شابين وجرح أكثر من 35 شخصاً بينهم 10 من رجال الأمن إصابة بعضهم خطرة. كما تم حرق وتخريب عدة بساتين وعشرات المنازل، إضافةً إلى عشرات السيارات التي كانت مركونة في مستودعات في مناطق متفرقة، في تصعيد غير مسبوق لأعمال التخريب بين الطرفين، بعد ساعات قليلة فقط على زيارة المدير العام للأمن الجزائري اللواء عبد الغني الهامل إلى الولاية. وعُلم أن أحد القتيلين يُدعى ناصر بن يونس ناصر (22 سنة)، وهو طالب جامعي في جامعة «الأغواط» بعد إصابته بقذائف حديدية قرب حي كاف حمودة، لكن مقربين منه قالوا إنه قُتل بطلق ناري من سلاح للصيد، وقُتل الشاب الآخر الذي يدعى الحاج شعبان حسان طعناً بخنجر بينما كان يدافع عن بيته وعائلته. من جهة أخرى، هاجم الناشط الحقوقي كمال الدين فخار من سماهم «مرتزقة ومجموعات من الإرهابيين والقتلة العنصريين التابعين للإرهابي المشهور مختار بلمختار لخوض الحرب المقدسة والقضاء على الميزابيين الخوارج».