تصدرت مناقشات «المؤتمر الدولي لحماية الصحافيين في الحالات الخطرة» الذي بدأ أعماله في قطر أمس، دعوات ساخنة لضرورة إلزام الحكومات وخصوصاً العربية منها، بحماية الصحافيين وعدم إفلات قاتليهم ومن تسببوا بأذيتهم من العقاب. ودعت قطر على لسان رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان (الجهة المنظمة للمؤتمر) الدكتور علي بن صميخ المري، إلى إبرام اتفاقية دولية لحماية الصحافيين في الحالات الخطرة على غرار اتفاقية حماية المدافعين عن حقوق الإنسان. وقال وزير الثقافة والفنون والتراث القطري الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري الذي افتتح المؤتمر الذي شارك فيه عدد كبير من منظمات حقوق الصحافيين الإقليمية والدولية، إن «المستبدّ كما هي الحال في الربيع العربي أو المحتل في فلسطين، يمنع الحقيقة من الوصول إلى العالم بتخويف الصحافيين وتعريض حياتهم للخطر». ولفت الكواري إلى أن «قطر تبنت المبادرات الهادفة لإعلاء حق الشعوب في الحرية والعدالة والمساواة، والتي يأتي «مؤتمر حماية الصحافيين» من ضمنها». كما دعا المرّي إلى إيجاد مواثيق دولية وإقليمية ملزمة لحماية الصحافيين في المناطق الخطرة، وتطوير آليات الحماية للصحافيين في القانون الدولي. وشدّد على أهمية نشر ثقافة الحماية ووضع مسألة حماية الصحافيين على أجندات مؤتمرات دولية وإقليمية معنية بقضايا الصحافيين. وأكد ضرورة تطبيق مبدأ عدم الإفلات من العقاب ووجوب ارتقاء الاعتداءات على الصحافي الواحد إلى جريمة ضد الإنسانية. واعتبر مدير عام شبكة الجزيرة الشيخ أحمد بن جاسم آل ثاني، أن إفلات قتلة الصحافيين من العقاب يعود إلى «ضعف إرادة الأنظمة في تحقيق العدالة وتبعثر معايير حماية الصحافيين ووسائل الإعلاميين بين القانونين الدولي الإنساني وحقوق الإنسان». وأفاد بأن حجم ظاهرة الانتهاكات الجسيمة ضد الصحافيين «تستحق إصدار اتفاقية دولية ملزمة لحماية الصحافيين دعاة الحقيقة». وكشفت مداولات المؤتمر وفقاً للأمين العام للحملة الدولية لحماية الصحافي بليز لامين، أن العام الماضي شهد قتل 107 صحافيين أثناء تأدية عملهم، وأن انتفاضات الربيع العربي في بلدان عربية عدة خلفت في عام واحد 23 قتيلاً من الإعلاميين. ونوه بمبادرة قطر في شأن عقد المؤتمر وتنمى أن يكون «خطوة تاريخية في طريق التقدم الفعلي والعملي نحو حماية الصحافيين في مناطق الصراعات والمناطق الخطرة «. وأكد رئيس الفيديرالية الدولية للصحافيين جيم بوملحه، أن أكثر من 106 صحافيين قضوا عام 2011، وأن أكثر من ألف صحافي قضوا خلال عشر سنوات. ووجهت في المؤتمر انتقادات شديدة إلى حكومات تنتهك حقوق الصحافيين، مثل ليبيا والعراق وغيرهما. وقال جيم بوملحه: على رغم أن أميركا دولة رائدة في مجال حقوق الإنسان، إلا أنها ترفض التحقيق بقتل صحافيين في فلسطين والعراق». وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اهتمامها بقضية العنف الذي يتعرض له الصحافيون، إذ كشفت نائبة مديرة العلاقات العامة في اللجنة دورث كريميتاس أنه سيتم قريباً بدء برنامج تدريبي سمعي وبصري للإعلاميين في مناطق عدة وبينها دول عربية. يشار إلى أن المؤتمر سيناقش على مدى يومين قضايا عدة، بينها أوراق عمل عن «مشروع معاهدة دولية خاصة بحماية الصحافيين في مناطق النزاعات»، و»رفع القدرات في مجال معايير السلامة للصحافيين»، وتطوير آليات الحماية الدولية للصحافيين».