كثيرة هي المواقف الجديرة بأن تروى في حياة المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية في مصر الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح، إذ لمع نجمه مبكراً بعد أن أبى الطالب في كلية طب القصر العيني ورئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة إلا أن يواجه «رأس الدولة»، فجادل في موقف شهير الرئيس الراحل أنور السادات لمدة 6 دقائق، منتقداً نظام حكمه ومتهماً بطانته بالنفاق، فاحتد الرئيس عليه بعد أن سعى إلى احتواء غضبه، لكنه انفجر مع إصرار «الشاب» على عدم التراجع عن «كشف عورات» الحكم. وواصل «التحدي» بأن لم يستجب إلى مسعى رئيس جامعة القاهرة آنذاك الدكتور صوفي أبو طالب إتمام زيارة له للسادات بعد أن استشعر أن هدفها أن يظهر أمام الإعلام وكأنه ذهب للاعتذار. ولد أبو الفتوح في عام 1951. وتميز فى الجامعة بنشاطه العام الذي لم يثنه عن التفوق، لكنه حرم من التعيين بسبب نشاطه السياسي. انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين في الصغر، وأثر في تطوير أفكارها في شكل كبير، وكان من أبرز قياداتها إلى أن هجرها العام الماضي بعد أن «تمرد» على قرار الجماعة عدم المنافسة على منصب رئيس الجمهورية بعد إسقاط الرئيس السابق حسني مبارك وأعلن اعتزامه الترشح في الانتخابات المقرر أن تجرى في حزيران (يونيو) المقبل. واستقال من الجماعة مخلفاً وراءه مسيرة استمرت أكثر من 40 عاماً. انخرط أبو الفتوح في العمل النقابي، وشغل منصب الأمين العام لنقابة أطباء مصر والأمين العام لاتحاد الأطباء العرب، وهو له باع طويل في العمل الإغاثي والإنساني من خلال رئاسته لجنة الإغاثة والطوارئ في اتحاد الأطباء العرب. ويغلف فكره الإسلامي الوسطي بانفتاح على مختلف التيارات، ولا يؤرقه الرأي الآخر، فهو إن كان يحترم رأي الغالبية، إلا أنه لا يقبل أن يهدر رأي الأقلية. ويعتبره كثير من الليبراليين وجهاً مقبولاً للتيار الإسلامي الوسطي. اعتقل في عام 1981 لأشهر عدة، كما اعتقل في عام 1995 لمدة 5 سنوات بسبب انتمائه إلى جماعة الإخوان المسلمين ونشاطه الإغاثي، إذ كان يشغل منصب مساعد الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب وانتخب بعد خروجه مباشرة من السجن أميناً عاماً للاتحاد، وأعيد اعتقاله في عام 2009 لمدة 5 أشهر بعد إرسال الاتحاد مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة. قال عنه رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور يوسف القرضاوي إنه رجل ذو بصيرة نيرة وتجربة ناضجة وخلق متين وطبيب بارع وداعية رقيق وسياسي محبب. لذا، أصبح وجهاً مقبولاً لدى كل القوى السياسية في مصر والبلاد العربية. أبو الفتوح ل«الحياة»: الشيخوخة سيطرت على مصر ونتيجة الانتخابات لا تعبر عن واقع ثوري