هل نحن مجتمع «مشكلجي»؟ بكل صراحة أقولها نعم، ودليلي على ذلك أن مشكلاتنا كثيرة أكثر مما نراه في المجتمعات الأخرى. في كلية إدارة الأعمال، وفي اختبار مادة التربية الإسلامية، رفضت مراقبة الامتحان أن تعطي للطالبات ورقة الأسئلة إلا بعد مرور عشر دقائق على بداية وقت الامتحان، بعد أن تملأ الكراسي الأولى، بل وقالت للطالبات بالحرف الواحد لو لم تملأن الصف الأول بإمكاني أقول إنكن لم تحضرن الاختبار أصلاً، لأني لا أرتاح ومنظر المقاعد الأمامية ليست مكتملة!! هذه رسالة وصلتني من مجموعة من الفتيات اللاتي يدرسن في هذه الكلية، وطالبن رأيي في هذا الموقف، الذي سرق منهم عشر دقائق أو أكثر، بسبب رغبة فردية لمراقبة تعمل «بكيفها»! سألت الطالبات ربما كنتن متفرقات، والصف كبير عليكن، وربما تبعثركن لو صدق حدسي لا يُمكّنها من مراقبتكن بشكل جيد، فأخبرنني أنهن كن مجموعة صغيرة يجلسن في الصف الأول، والصف الثاني، وقامت بمنح الصف الأول «الشاطر» ورقة الأسئلة، وامتنعت عن تسليم الصف الثاني حتى تنازلت إحدى الطالبات، وملأت فراغ الكرسي الوحيد سبب المشكلة، وعندها فقط قامت المراقبة وتكرمت ومنحتهن ورقة الأسئلة، بعد أن استولت على عشر دقائق وربما أكثر بقليل!! ردي عليهن «يا بنات الله يهديكن كنتم ريحتوها، وملأتن الفراغ علشان ترتاح»! في أحد مستشفيات المدن السعودية حدثت «هوشة» كبيرة جداً، دخلت على الخط فيها «النواعم»، أما السبب فهو لرفض رجل الأمن دخول أحد الزائرين بسبب ملابسه التي رآها، وقيمها وحكم عليها بأنها غير لائقة، وبعد محاولات مضنية بحسب الخبر الذي نشر سمح له بزيارة قريبه المنوم على ألا «يعاودها»، وعند خروج الزائر من الزيارة حدث التلاحم مجدداً بعد كلمة من هنا وكلمة من هناك، وتدخلت قريبات الرجل، وتم اتهامهن بتحطيم الأثاث، وبعثرة الملفات الطبية، وتحولن من زائرات إلى متهمات بإثارة الشغب. كل ذلك لماذا؟ لأننا نعيش فعلاً بلا أنظمة تفرضها المؤسسات، فالمراقبة في الحالة الأولى تعمل بكيفها، لأنه لا يوجد قانون مكتوب وواضح يفرض على الطالبات ضرورة ملء الصف الأول من الفصل، وإلا فلا اختبار لهن جزاءً لهن، وردعاً لأمثالهن، ما استغربته فعلاً هو التهديد بأن بإمكانها عدم إثبات حضورهن الاختبار، وهذا بالطبع يعرضهن للرسوب، وهي طبعاً... بكيفها! وفي الحالة الثانية تصرف رجل الأمن المعنى بتنظيم الدخول، واستقرار الأمن في داخل المنشأة الصحية بصورة فردية بحسب رؤيته للملابس اللائقة، وغير اللائقة لدخول المستشفى، ثم رضى وتنازل عن مبادئه، وسمح للشاب بالدخول بعد «ترجٍ» و«مذلة»! ما هي القوانين التي تسيرنا؟ ما الذي أعطاهم الحق في فرض رؤى شخصية على الآخرين هل نملك قوانين مكتوبة وواضحة، أم أننا مغرمون بأن نظل نسير بحسب الرؤى الفردية، حتى تظل مشكلاتنا كثيرة في تبجيل كبير «لثقافة... كيفي»! [email protected] twitter | @s_almashhady