بعد انقضاء الأسبوع الأول من اختبارات الطلاب والطالبات في المنطقة الشرقية، شهدت أوراق الإجابات عبارات غريبة وطريفة من جانب بعض الطلاب في عدد من مدارس المنطقة. واستبدل العديد من الطلاب من أصحاب المستوى المتدني عبارات وأبيات شعرية ورسومات غريبة بإجاباتهم في بعض المواد، مل يدل على عجزهم عن الإجابة المطلوبة، إضافة الى بعض «الشخبطات» التي رسموها على أوراق الإجابات. وأكد بعض المعلمين أن الطلاب ضعيفي التحصيل الدراسي، يلجأوون إلى طرق وأساليب غريبة وعجيبة في التهرب من الإجابة عن الأسئلة، فبعضهم يلجأ الى كتابة أبيات شعرية أو رسم لبعض الصور أو كتابة عبارات قصيرة، تدل على أنه لم يستطع الإجابة، ويريد إضاعة الوقت فقط، مشيرين الى أنها ظاهرة رغم أنها ليست جديدة إلا أنها بدأت تنتشر في السنوات الأخيرة. وأكدوا أنهم دائماً ما يلحظون هذه التصرفات في بعض المواد الصعبة، مثل اللغة الإنجليزية أو الرياضيات أو الكيمياء، لافتين إلى أنه دائماً ما تكون خانة الإجابات فارغة أو تكتب عليها عبارات طريفة وغريبة، وأنهم يصابون بحيرة عند تصحيح بعض الأسئلة. وأشار آخرون الى أن بعض أوراق الإجابات تحتوي على «أدعية دينية» مثل ، «اللهم يسر ولا تعسر» أو «الشكوى لغير الله مذلة» أو دعوات متداولة بين الطلاب، مضيفين أنهم أصبحوا معتادين على هذه النوعية من الإجابات التي تتكرر في الامتحانات. وشهدت أوراق الإجابات في إحدى المدارس عبارة اعتاد طالب على كتابتها في جميع أوراقه لجميع المواد، يقول فيها: «معلمي العزيز أرجو من الله ثم منك مساعدتي»، وآخر يكيل عبارات المدح حول اسم المعلم الذي ذيل في نهاية ورقة الأسئلة. ووقف أحد المعلمين لمادة الجغرافيا محتاراً لبضع دقائق أمام إجابة أحد الطلاب عن أحد الأسئلة وفشل في الفصل في صحتها، وكان الطالب أجاب عن سؤال يقول: «ما أسباب هبوب الرياح؟» وجاءت إجابة الطالب بقوله: «قدرة الله سبحانه وتعالى»، ويقول المعلم: «احترت في احتساب الإجابة صح أم خطأ، فالمطلوب من الطالب ذكر عوامل البيئة التي تساعد على هبوب الرياح بعد قدرة الله تعالى». وطالب آخر فقد الأمل في الحصول على الإجابة فكتب عبارة واحدة على جميع أوراق دفتر الإجابة وهي «الإجابة خلف الورقة»، ثم كتب في الصفحة الأخيرة «عما تبحث يا أستاذ». فيما اتفق أحد الطلاب مع زميل له على أن يكتب له إجابات الأسئلة في ورقة خارجية ويعطيها إياه أثناء الامتحان، وبالفعل نجحت الخطة ولكن عند تصحيح الأوراق وجد المدرس عبارة في آخر ورقة الطالب تقول: «إذا شاهدك المدرس فقطع الورقة». ويقول مرشد طلابي في مدرسة ثانوية: «فراغ ذهن الطالب من أي معلومات تجاه أسئلة الاختبارات يجعله يفكر في أي شيء ليضعه مكان الإجابة، لاعتقاده أن المهم ملء الفراغ فقط، وهذا لا نشاهده في أوراق الطلاب في الاختبارات فقط، بل نشاهده في الكثير من المواقف التي يقف فيها الطالب عاجزاً عن الإتيان بالشيء الصحيح من خلال كتاباتهم على الجدران أو فوق الطاولات، وأحياناً تظهر في الإذاعة المدرسية التي هي مليئة بالتعبيرات الحرة». وأشار إلى أن «تعليقات الطلاب في أوراق الإجابة دائماً ما تحتوي على عبارات طريفة»، وانه لاحظ خلال تصحيح الامتحانات أن كثيراً من الطلاب يكتبون «ارحموا مَن في الأرض يرحمكم مَن في السماء»، وآخرين يشرحون ظروفهم الخاصة في ورقة الإجابة، مناشدين المعلمين بأنهم «ابيكم تفهمون ظروفي وتسهلون عليّ»، مضيفاً أنه يشاهد خلال زياراته الى الفصول الدراسية، أن الطلاب يرسمون أشكالاً تخيلية لمؤلفي الكتب الدراسية بحسب سهولة المادة أو صعوبتها لديهم، إذ يأتي الطالب في الصفحة المكتوب فيها اسم المؤلف برسم صورته في شكل بشع تعبيراً منه عن مكنوناته، مشيراً الى أن «غالبية التعبيرات في أوراق الإجابات تكون دائماً إما عن حرية الرأي والمساحة التي يمكن أن يكون مسموحاً للطالب فيها بالخروج عن النص في الامتحان»، ويرى انه من الضروري عدم الخروج على تعليمات الامتحان أو كتابة كلمات خارجة، وعلى الطالب أن يركز في إجابته لينال الدرجة كاملة، مع ضرورة منح الطلاب مساحة من الحرية؛ لكن ضمن نطاق الموضوع.