قلق كبير.. وحالات ترقب وخوف وانتظار في معظم البيوت، والسبب هو تلك الورقة المدون عليها تلك الأسئلة التي يعدُّها المعلمون في نهاية كل فصل دراسي لقياس نسب التفوق والإخفاق من طالب إلى آخر.. المعلمون يرون أن الأسئلة يجب أن تكون وسطا بحيث يتعامل معها الطالب المجتهد وصاحب المستوى العادي، أما الطلاب فيرون أن معظم الأسئلة خصوصا في المواد العلمية تعجيزية ومعظمهما من خارج المنهج.. في خضم الاختبارات ناقشنا هذه القضية وخرجنا بالآتي: التعجيز مرفوض قالت سلمى فلاتة (معلمة لغة إنجليزية في مكةالمكرمة): "تختلف أسئلتي من عام إلى آخر حسب إجابات الطالبات، وأعمل على وضع أسئلة سهلة، وأتجنب وضع الأسئلة الصعبة التي وضعتها في السابق". مضيفة أنها تحرص على تغطية المنهج وتنوع الأسئلة وتدرجها من حيث السهولة والوسطية التي لا تصل إلى الصعوبة، وتابعت: "أحرص على ألا أورد في الاختبار قاعدة يحدث فيها إخفاق في الفهم، ويكفي أن الطالبة فهمتها أو اطلعت عليها". شمولية المنهج وأوضحت منى عبدالعزيز (معلمة تابعة لإدارة التربية والتعليم) أنها تعتمد على النموذج الموحد الذي تقوم بإرساله وزارة التربية والتعليم ولا يختلف كثيرا عن النموذج الأساسي، وقالت: "أبدأ في وضع الأسئلة قبل موعد الامتحان بشهر على الأقل، وأحاول أن أحقق فيها ثلاثة شروط: أن تكون الأسئلة منوعة بين مقالية وموضوعية، وأن تراعي الفروق الفردية بين الطالبات، وأن تكون شاملة للمنهج. وأعود عند كتابة أسئلتي إن دعت الحاجة إلى الاقتباس من نماذج المعلمات الأخريات والنماذج القديمة لي وأضيف إليها أو أحذف منها". أسئلة للمتفوقين وقال سلطان العسيري (معلم لغة عربية تابع لمحافظة الطائف): "بالنسبة إليّ كون تخصصي متفرغا لمواد كثيرة فإني أحاول أن أعرض دروسي بطريقة إبداعية كل عام عن العام السابق؛ لكي أستطيع التغيير في أسئلتي وأستفيد من أسئلة العام السابق في فكرتها فقط، أما طريقة عرضها فأغيرها حسب مستوى الطلاب. وأهتم كثيرا بمراعاة الفروق الفردية تماما، كما أنني مهتم بأن أضع فقرة أو اثنتين عليها خمس درجات للطلاب المتميزين؛ لأن الدرجة الكاملة لا يحصل عليها إلا من تعب وكدح وتابع معي من بداية العام". احتواء المنهج وأوضح خالد الحربي (معلم أحياء في الرياض) أن وزارة التربية والتعليم تمنح المعلمين نماذج كيفية توزيع الأسئلة ولا تكلفهم بالالتزام بها، وأشار إلى أنه يعمد إلى تحقيق الأهداف المطلوبة من الدروس والأبواب المتواجدة في المنهج، مضيفا أنه يحرص على إتقان الطلاب المهارات المطلوبة، وأشار إلى أنه يحرص على وضع أسئلة تتناسب مع الفروقات الفردية بين الطلاب؛ فالمتميزون يكون لهم نصيب من الأسئلة التي لا يجيب عنها إلا المجتهدون غالبا، ويُراعى أن ترد الأسئلة في قوالب تخدم الطالب والمنهج بما ينمي مهاراته العقلية ومخزونه العلمي. ونفى الحربي الشائعات التي تتردد غالبا ويروِّجها الطلاب من وجود أسئلة من خارج المنهج. تحقيق الأهداف وقال طلال العتيبي (معلم حاسب آلي في الرياض): "في بداية كل فصل أحدِّد محتوى المنهج وأهدافه الرئيسية والفرعية، وأضع في الحسبان أثناء تحضيري لدروسي أن أحقق هذه الأهداف أثناء شرحي، وعند كتابة الأسئلة أراعي أن تكون مقياسا لتحقيق هذه الأهداف، وذلك بما يتوافق مع جداول المواصفات، ومن وجهة نظري لا أؤيد إهمال أي جزئية من المقررات الدراسية؛ وذلك لكونها تشتمل على مهارات أو معلومات من حق الطالب أن يحصل عليها، وبذلك لا أرى أي إشكالية في أن يختبر الطالب في أسئلة مكتوبة من قبل أي جهة مخولة بذلك؛ صعبة للغاية قال عبدالكريم المفلح (طالب بالصف الثالث الثانوي): "إن أسئلة امتحان الرياضيات التي وردت إلينا صعبة للغاية، وبعض الأسئلة متشابهة، والاختبار شامل لكل ما في المقرر من تمارين دون استثناء، وشملت ورقة الاختبار أكثر من عشرة تمارين، وهذا غير متعارف عليه من قبل؛ حيث لا تزيد في السابق على ثلاثة إلى أربعة تمارين"، مضيفا أن كثرة التمارين تربك الطالب ولا يستطيع التطبيق على عشرة تمارين بشكل جيد لكثرتها؛ وهذا ما يؤدي إلى انخفاض الدرجات في الامتحان خصوصا أنها السنة الأخيرة ومعدلها تراكمي. أسئلة تعجيزية وحمّل عبدالرحمن البداح (طالب مرحلة ثانوية) معلميه المسؤولية في عدم إجابته عن الأسئلة المقدمة له؛ وذلك لعدم شرح المعلم للمادة بالشكل المطلوب، مضيفا أن كثرة الإجازات في الآونة الأخيرة أدت إلى خروج الطلاب من الأجواء الدراسية وأثرت في تحصيلهم العلمي. وأشار تركي الغشام إلى أن المعلمين يضعون أسئلة غير مفهومة، ويزيد العبء على الطالب عدم تجاوب المعلمين المراقبين داخل قاعات الامتحانات مع الطلاب الذين تواجههم صعوبة في فهم نص الأسئلة.