شدد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي على «ضرورة عودة الحياة إلى كثير من مؤسسات الدولة الاقتصادية والمالية والاجتماعية والتربوية من خلال خطوات إصلاحية تبدأ من رأس الهرم فيها حتى القاعدة». وقال ميقاتي خلال رعايته حفل عشاء أقامته «شركة طيران الشرق الأوسط» ليل أول من أمس، في فندق «فينيسيا - إنتركونتيننتال» لمناسبة انضمام الطائرة ال15 من طراز «آر باص 320» الرقم 5000 إلى أسطول الشركة، وحضره حشد من الشخصيات: «إذا كانت هذه الخطوة تأخرت نتيجة التجاذبات السياسية، فالأمل يبقى قوياً بأن يعي أصحاب الشأن مسؤولياتهم ويزيلون عصيّهم من عجلات الإدارات كي تنطلق من جديد في تلبية طموح اللبنانيين لتكون في خدمتهم وليس العكس». ووصف ميقاتي «مسيرة شركة طيران الشرق الأوسط بأنها تشبه مسيرة لبنان: من كبوة إلى نهوض، من خسارة إلى ربح، من حصار إلى انتشار، من أحزان إلى أفراح». وحيا «من جسّد هذه الإرادة، إلى حاكم مصرف لبنان الصديق رياض سلامة الذي حقق في طيران الشرق الأوسط تجربة رائدة أظهرت كيف يمكن الدولة أن تصحح أوضاع المؤسسات الوطنية فتجعلها نموذجاً يحتذى للشركات الناجحة والقادرة، معتمدة معايير تتجاوز من خلالها مرحلة الاكتفاء الذاتي، إلى تحقيق الأرباح على رغم الأزمات الأمنية والاقتصادية والمالية التي مررنا بها، وتحية أيضاً إلى رئيس مجلس الإدارة الصديق محمد الحوت الذي كان أميناً على الثقة التي وضعتها فيه الدولة اللبنانية، فاستلهم مع معاونيه في مجلس الإدارة مواقف أسلافه الكبار في المحافظة على إرث طيران الشرق الأوسط». ونوّه «بالتعاون القائم بين «ميدل ايست» وشركة «آرباص» الممثلة بيننا برئيسها التنفيذي توماس أندرز الذي أحمّله إلى جميع المسؤولين في الشركة، الشكر والامتنان والحرص على استمرار هذا التعاون وفق أفضل الشروط التي تحفظ مصلحة الشركتين». ورأى أن «التجربة الإنقاذية التي شهدتها الشركة جديرة بتعميمها على مؤسسات الدولة، والعبرة في نجاح طيران الشرق الأوسط يتلخص بكلمتين: قرار سليم وإدارة فاعلة». وقلّد ميقاتي أمس باسم رئيس الجمهورية ميشال سليمان، أندرز وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور «تقديراً لجهوده في ضمان التعاون لمصلحة شركتي الطيران»، في احتفال أقيم في السراي الكبيرة.