على رغم ما أحدثته ثورة 25 يناير المصرية من كساد في الأسواق وتراجع في معدلات النمو الاقتصادي، بسبب تواصل الإضرابات والاعتصامات والمطالبات، تجذب السوق المصرية كثيراً من الشركات العالمية في مجالات عدّة. ومن المستطاع اعتبار هذه الثورة نفسها من عوامل الجذب، خصوصاً أنها فتحت الباب أمام محاسبة الفساد ووضع حدّ له. هذا ما أكدته إحدى كبرى المؤسسات الدوائية في ألمانيا، وهي شركة «بورينغر انغلهايم» Boehringer Ingelheim، خلال مؤتمر صحافي عقدته بمناسبة افتتاح مكتبها العلمي الدائم في مصر. لم يغب عن أنظار مسؤولي تلك الشركة أن سوق الدواء المصرية كبيرة، وتشكّل بوابة لأسواق شمال أفريقيا ووسطها، إضافة إلى الدول العربية. حضر المؤتمر كثيرون من خبراء صناعة الدواء في مصر. وفي سياقه، أوضحت زينتا كرومينز، نائبة رئيس «بورينغر انغلهايم» أن «مصر تعتبر واجهة جاذبة وسوقاً مستقرة في قطاع الدواء، الذي يتمتّع بأسس قوية تجعله يقف على أرض صلبة». وأشارت إلى وجود تحديات تواجه صناعة الدواء في هذه الفترة مصرياً، «إلا أنها لا تؤثّر في قيمة هذه الصناعة ومستواها». ولفتت كرومينز إلى أن شركتها تواصل العمل في مصر منذ ما يزيد على 35 عاماً. وأضافت: «عُدنا إلى مصر وبقوة مرة أخرى، لأننا نثق بمستقبل الاقتصاد المصري الذي تغير في الآونة الأخيرة بعد تبدّل مشهده السياسي والاجتماعي. نحمل تقديراً كبيراً للمريض المصري الذي يستحق أن يقدم إليه أفضل أنواع الدواء. نفتخر بأننا استطعنا توفير فرص عمل كثيرة للأطباء والصيادلة المصريين، ودعمنا قطاع الأعمال المتنامي في مصر». وأكد كريم العلوي المدير الإقليمي ل «بورينغر انغلهايم» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن الدواء الآمن هو الهدف الرئيسي الذي تسعى إليه المؤسسات التي تعمل في مجال صناعة الدواء. وقال: «في ظل التزايد المستمر للأمراض، من حق المرضى أن يحصلوا على الدواء الذي يضمن لهم مواصلة حياتهم وعملهم، ويتمتع بأقصى درجات الجودة». وذكر أن المختبرات تسعى إلى تحقيق هذه النتائج تحديداً. وأوضح أن الشركة «تلتزم تطوير وتصنيع وتسويق منتجات جديدة ذات قيمة علاجية عالية للطبين البشري والبيطري، وتتعهد بالعمل بطريقة تهدف لمصلحة المجتمع»، مبيّناً أنها تمتلك ابتكارات علاجية تتصل بأمراض القلب والسكري والجهاز التنفسي وغيرها.