ليبرفيل - ا ف ب - تبدو الفرصة مواتية أمام المنتخب الليبي لقطع شوط كبير نحو التأهل إلى الدور الثاني للمرة الثانية في تاريخه عندما يلاقي غينيا الاستوائية اليوم (السبت) في باتا في المباراة الافتتاحية للنسخة الثامنة والعشرين من كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم التي تستضيفها الأخيرة مع الغابون حتى 12 شباط (فبراير) المقبل. وهي المرة الأولى التي تستضيف فيها الغابون وغينيا الاستوائية إحدى نسخ كأس الأمم الأفريقية منذ انطلاقها عام 1957، كما أنها المرة الثانية التي تقام فيها البطولة مشاركة بين بلدين بعد الأولى عام 2000 في غانا ونيجيريا. وتنطلق النسخة الحالية في غياب 5 منتخبات عريقة هي مصر حاملة لقب النسخ الثلاث الأخيرة وحاملة الرقم القياسي في عدد الألقاب والكاميرون صاحبة 4 ألقاب ونيجيريا البطلة مرتين وجنوب أفريقيا والجزائر صاحبتي لقب واحد لكل منهما. ويدرك المنتخب الليبي جيداً أن تعثره في مباراة اليوم يعني تضاؤل حظوظه بشكل كبير في التأهل إلى الدور ربع النهائي لأن مباراتيه المقبلتين ستكونان أمام أقوى منتخبين في المجموعة وهما السنغال وزامبيا اللذان يلتقيان اليوم أيضاً في باتا، وإن كان ممثل العرب في المجموعة الأولى تغلب على زامبيا في التصفيات. ويسعى المنتخب الليبي إلى كتابة التاريخ كونه خارجاً للتو من حرب أهلية أطاحت بزعيمه معمر القذافي وأرغمته على خوض مبارياته البيتية في التصفيات خارج القواعد، وبالتالي مواصلة تحدي الصعاب وبلوغ الدور الثاني. كما أن الثورة أطاحت أيضاً بثلاث ركائز أساسية في صفوفه استبعدها المدرب البرازيلي باكيتا لموالاتها للنظام السابق وهم القائد طارق التايب وعلي رحومة ومحمد زعابية. وما يزيد الضغوط على المنتخب الليبي للفوز بمباراة اليوم أنها ستكون أمام الحلقة الأضعف في المجموعة إن لم يكن في البطولة بأكملها، فغينيا الاستوائية لم تكن لتتأهل إلى النهائيات للمرة الأولى في تاريخها لولا اختيارها من الاتحاد الأفريقي لاستضافة العرس القاري. وستكون مواجهة اليوم الأولى بين المنتخبين، كما أنها ستجمع بين مدربيهما البرازيليين ماركوس باكيتا وجيلسون باولو خليفة المدرب الفرنسي هنري ميشال الذي استقال من منصبه. وتمني غينيا الاستوائية المصنفة 150 عالمياً، والتي لا تضم نجوماً في صفوفها، النفس ببلوغ الدور الثاني، وهو حق مشروع بالنسبة لها بالنظر إلى استعدادها الجيد والباكر للبطولة، إذ إنها تعاقدت في هذا الصدد مع هنري ميشال الذي حاول تشكيل منتخب قوي لكن التدخل المتكرر للمسؤولين في عمله تسبب في تركه منصبه. ولتحفيز اللاعبين أعلن نجل رئيس غينيا الاستوائية تخصيص مكافأة بقيمة مليون دولار إلى اللاعبين في حال الفوز على ليبيا، كما قرر منح 20 ألف دولار لكل لاعب يسجل هدفاً. تستهل السنغال حملتها لإحراز اللقب الأول في تاريخها بقمة نارية هي الأولى في النسخة الحالية أمام زامبيا التي لا يختلف هدفها عن أسود التيرانغا وترصد بدورها الكأس للمرة الأولى أيضاً. على الورق، تبدو السنغال الأوفر حظاً لكسب النقاط الثلاث بالنظر إلى مشوارها الرائع في التصفيات والذي حجزت به بطاقتها عن جدارة واستحقاق بفارق 5 نقاط أمام الكاميرون صاحبة 4 ألقاب قارية. وتعج صفوف السنغال بالنجوم، خصوصاً في خط الهجوم بقيادة ديمبا با هداف نيوكاسل الإنكليزي حتى الآن هذا الموسم ووصيف هداف البوندسليغا الموسم الماضي مع هوفنهايم، والقائد مامادو نيانغ المتوج بدوري أبطال آسيا العام الماضي مع السد القطري وموسى سو هداف ليل الفرنسي والمتوج معه بالثنائية الموسم الماضي وبابيس ديمبا سيسيه الملتحق أول من أمس (الخميس) ببا إلى نيوكاسل قادماً من فرايبورغ الألماني، ودام ندوي. (كوبنهاغن الدنماركي). لكن زامبيا بقيادة مدربها الجديد القديم الفرنسي هيرفيه رينار لن تكون لقمة سائغة، خصوصاً أنها تحن إلى إنجازها عام 1994 عندما كانت قاب قوسين أو أدنى من التتويج باللقب القاري الأول في تاريخها لكنها خسرت أمام نيجيريا (1-2) في المباراة النهائية في تونس.