نيقوسيا - أ ف ب - ترصد السنغال لقبها الأول في تاريخ نهائيات كأس الامم الافريقية لكرة القدم في نسختها ال28 في الغابون وغينيا الاستوائية من 21 كانون الثاني (يناير) الجاري الى 12 شباط (فبراير) المقبل. وأوقعت القرعة السنغال في المجموعة الاولى التي تضم ليبيا التي سينتقل ثوارها من المعركة العسكرية التي اطاحت بالعقيد معمر القذافي الى المعركة الكروية في ثالث مشاركة لهم في العرس القاري، وغينيا الاستوائية المضيفة والحلقة الاضعف في البطولة، وزامبيا التي لا تختلف طموحاتها عن طموحات السنغال وتلهث وراء لقبها القاري الاول ايضاً وان كانت حظوظها ضئيلة لتحقيق هذا الانجاز في الوقت الحالي. ضربت السنغال بقوة في التصفيات وحجزت بطاقتها على حساب الكاميرون لتؤكد عودتها الى العرس القاري بعد غياب عن النسخة الاخيرة في انغولا. حققت السنغال 5 انتصارات في مجموعتها في مقابل تعادل واحد وتصدرت عن جدارة بفارق 5 نقاط امام الكاميرون العريقة ونجمها صامويل ايتو. كما ان السنغال كانت صاحبة ثاني افضل خط هجوم في التصفيات برصيد 16 هدفاً بفارق 3 اهداف فقط خلف ساحل العاج صاحبة افضل خط هجوم. والسنغال كانت ايضاً صاحبة ثالث افضل خط دفاع حيث دخل مرماها هدفان فقط (عندما فازت على مضيفتها جمهورية الكونغو 4-2) بفارق هدف واحد فقط خلف صاحبي افضل دفاع ليبيا وغانا. تعول السنغال على قوتها الضاربة في خط الهجوم والمدججة بالمحترفين في القارة العجوز على رأسهم القائد مامادو نيانغ نجم مرسيليا الفرنسي السابق والذي يدافع عن ألوان السد القطري حالياً حيث قاده الى لقب مسابقة دوري ابطال اسيا للمرة الاولى في تاريخه، الى جانب هداف الدولي الفرنسي الموسم الماضي (25 هدفاً) والحائز على لقب الدوري الفرنسي مع ليل موسى سو، وسيسيه احد افضل الهدافين في البوندسليغا، وديمبا با الذي يفجر موهبته التهديفية في البريمير ليغ مع نيوكاسل بعدما دك شباك اندية البوندسليغا مع هوفنهايم. وتملك السنغال ايضاً دفاعاً قوياً بقيادة سليمان دياوارا (مرسيليا) وقادر مانغان (رين)، وخط وسط يقوده ريمي غوميس (فالنسيان) وغيران نداو (برمنغهام سيتي الانكليزي). بيد ان مخاوف السنغاليين ترتكز على غياب صانع للألعاب ورابط بين خطي الدفاع والهجوم، وهو ما يسعى تراوري الذي عين مدرباً للسنغال عام 2009 وتم تمديد عقده 3 سنوات الشهر الماضي، الى تصحيحه، اضافة الى العامل النفسي بسبب الضغط الجماهيري الكبير على اللاعبين ومطالبتهم بالعودة بالكأس الى دكار. واستعانت زامبيا وتحديداً رئيس اتحادها النجم السابق كالوشا بواليا بالمدرب الفرنسي هيرفيه رينار الذي كان قادها الى ربع نهائي نسخة انغولا قبل ان يترك منصبه للانتقال الى تدريب اتحاد العاصمة الجزائري. ولبى رينار نداء بواليا خصوصاً ان الاخير كان سبباً في شهرته لان المدرب الفرنسي لم يكن معروفاً على الساحة التدريبية، وكانت تجربته الوحيدة في المجال شغله منصب مساعد مواطنه كلود لوروا على رأس الادارة الفنية للمنتخب الغاني في نسخة 2008 وانهاها في المركز الثالث على حساب ساحل لعاج. وكان بواليا اتخذ قراراً شجاعاً بتعيين رينار على رأس الادارة الفنية لمنتخب بلاده عام 2008 مباشرة بعد اختياره رئيسا للاتحاد الزامبي، فكانت البداية جيدة عندما نجح في قيادة زامبيا الى التعادل مع مصر 1-1 في القاهرة في اولى مباريات التصفيات، لكنه حقق نتائج مخيبة فيما بعد خصوصاً خسارته امام الجزائر ذهاباً واياباً وامام الفراعنة في لوساكا، فارتفعت الاصوات مطالبة باقالته معتبرة وجوده على رأس الجهاز الفني غير مجد وعقيم. لكن كالوشا اصر على بقائه وكان رينار عند حسن ظنه فقاد زامبيا للمرة الاولى الى ربع النهائي منذ عام 1996 والسابعة في تاريخها، وكان قاب قوسين او ادنى من قيادتها الى دور الاربعة لولا خسارته امام نيجيريا بركلات الترجيح. يدخل الليبيون مشاركتهم الثالثة بعد عامي 1982 عندما استضافوا النهائيات و2006 في مصر، بتغييرات كثيرة ابرزها تغيير لقبهم من «الخضر» الى «فرسان المتوسط»، وغربلة «مؤيدي النظام» من التشكيلة الاساسية على رغم دورهم الكبير والفعال على غرار القائد طارق التايب وعلي رحومة ومحمد زعابية. وكان 17 لاعباً ليبيا بينهم دوليون اعلنوا تمردهم على نظام القذافي. فورة التأهل والحماس لتحقيق الانجاز في الغابون وغينيا الاستوائية لم تقابل بحماسة كبيرة من رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل الذي كان لاعباً سابقاً بدوره، حيث قال في حديث لصحيفة اهلي طرابلس الاربعاء الماضي: «منتخبنا لا يملك الخبرة الكافية لخوض بطولات من هذا النوع (امم افريقيا)» مشيراً الى ان «المنتخب سيكون في 60 في المئة من مؤهلاته بسبب توقف الدوري المحلي منذ آذار(مارس) الماضي ما ارغم بعض اللاعبين الى البحث عن اندية في الخارج خصوصاً الجارة تونس، فيما لا يدافع البعض الاخر عن اي ناد وتنقصهم المنافسة». لكن المدرب البرازيلي ماركوس باكيتا، الذي استلم المهمة عام 2010 خلفاً للصربي برانكو ايفانكوفيتش، اشاد بانجاز لاعبيه قائلاً: «ما حققوه انجاز رائع جدا بالنظر الى توقف الدوري في آذار(مارس). اكتفينا بمعسكرات قصيرة الامد في تونس استعدادا لكل مباراة في التصفيات»، مضيفاً: «لم أفكر ابدا في التخلي عن اللاعبين حتى في الساعات القاتمة في الحرب الاهلية». وختم: «ثقتي في اللاعبين عمياء، وأنا أقدر الصداقة التي تربطني بهم». وتستهل ليبيا النهائيات باختبار سهل على الورق امام غينيا الاستوائية المضيفة والتي تشارك في العرس القاري للمرة الاولى في تاريخها، وبالتالي سيكون رجال باكيتا مطالبين بكسب النقاط الثلاث قبل المباراتين الحاسمتين امام زامبيا والسنغال. ويتعين على ليبيا التخلص من ضغوطات المباريات الافتتاحية التي غالبا ما تكون عرضة للمفاجآت خصوصا امام غينيا الاستوائية المصممة على ترك بصمة في اول مشاركة لها. واستعدت غينيا الاستوائية جيدا للبطولة منذ فترة طويلة وتعاقدت في هذا الصدد مع المدرب الفرنسي هنري ميشال بيد ان الاخير استقال من منصبه الشهر الماضي بسبب التدخل المتكرر للمسؤولين في عمله.