في إطار الخطة الشاملة التي أعلنتها موسكو أخيراً لتطوير قدراتها العسكرية وإعادة تأهيل المؤسسة العسكرية، يضع المُجمّع الصناعي العسكري دراسات بعيدة المدى تمكنه من التعامل مع «التحديات الجديدة». وتشمل هذه الدراسات قطاع البحوث العلمية الذي أعلن رئيس الوزراء فلاديمير بوتين أن موازنته ستزيد عاماً وراء عام حتى الوصول إلى العام 2020، وهو موعد اكتمال تنفيذ خطة التطوير العسكرية الشاملة في روسيا. وفي هذا الإطار ينبغي ملاحظة أن موسكو سرعت جداً خططها التي تشمل إجراء تجارب على أنواع جديدة من الصواريخ. ففي العام الحالي، تعتزم موسكو تنفيذ 14 تجربة إطلاق على نماذج حديثة من الصواريخ البعيدة المدى، إضافة الى المقذوفات الاستراتيجية الجديدة التي تقدر على حمل رؤوس نووية. وبحسب قيادة قوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية، فان الهدف من هذه العمليات يتمثل في تجربة أنواع جديدة من الرؤوس الحربية والذخائر التي تحملها الصواريخ، وكذلك تمديد فترات خدمة المنظومات الصاروخية المستخدمة راهناً. كما ستجري روسيا عمليات إطلاق في إطار برنامج نقل شحنات إلى الفضاء خلال الفترة ذاتها. وبحسب الخطة الموضوعة، سيجري تزويد سلاح الصواريخ الاستراتيجية بأسلحة هجومية ودفاعية جديدة بالكامل، قبل 2015 كحد أقصى. وكذلك من المتوقع تحديث المواقع النووية التابعة لهذا السلاح بنسبة 20 في المئة في العام 2010، وبنسبة مئة في المئة قبل العام 2015. واللافت أن خطّط التحديث لا تطاول سلاح الصواريخ الاستراتيجية البعيدة المدى وحدها، بل تشمل الصواريخ التكتيكية المتوسطة والقصيرة. إذ أعلن وزير الدفاع الروسي أناتولي سيرديوكوف في الاجتماع الموسع لهيئة الوزارة أخيراً، أنه وضع في حال التأهب القتالي في روسيا، فوجاً ثانياً مزوداً بنظام الدفاع الجوي من طراز «أس 400 تريومف» S 400 Triumph الذي ينتمي إلى الجيل الأكثر حداثة من تلك المنظومة. وتتميز منظومة صواريخ «أس-400» بقدرتها على إصابة وتدمير جميع الطائرات والأجهزة الطائرة والصواريخ المجنحة «المعادية» وجميع وسائل الهجوم الجوية الأخرى الموجودة في العالم حالياً. وأوضح سيرديوكوف أن وزارة الدفاع نفذت في العام 2008، إجراءات تطوير القوات النووية الاستراتيجية، ومراقبة الفضاء، وتوسيع إمكانات منظومات الإنذار المبكر. وأضاف: «تشمل هذه الإجراءات أيضاً، وضع فوج آخر مزود بنظام «تريموف» الصاروخي المضاد للجو في حال التأهب قتالياً».