لم يعد الاقتصار على المنبهات كالشاي والقهوة طريقاً للاستمتاع بالوقت أو كعادة بريئة تعرف ب «الكيف» في المجتمع السعودي، بل إن هناك أموراً بدأت تأخذ الحيز الأكبر في وقت الفراغ والتسلية عند شريحة ليست بالقليلة، واعتبرت عادة رغم خطورتها التي لم يتوافر لها القدر الكافي من التوعية للابتعاد عنها بحسب مراقبين، وهي تناول «الشمة» التي أصبحت ملازمة للمراهقين، وبعض كبار السن ولم يعد استخدامها يثير الاستغراب لانتشارها. هذا الأمر الذي حدا بالاختصاصيين الصحيين إلى المسارعة في دق ناقوس الخطر لما بدأ يتفاقم من أضرار صحية تنبئ عنها تقارير الإصابة بسرطان الفم واللثة والتهابات الجهاز الهضمي وغيرها من الأمراض التي تنتج من تناول «الشمة». ولم تقتصر ملاحظة هذا الانتشار على الأطباء بل إن التربويين في المدارس تنبهوا لذلك في أوساط المراهقين، حتى إن «الشمة» أصبحت ملازمة لكتبهم المدرسية التي يحضرونها معهم. وفي الوقت الذي يناشد الوعاظ والمرشدون الصحيون الجهات المعنية بإيجاد حلولٍ أكيدة لمكافحة هذه الآفة التي تكون طريقاً لتناول المخدرات والمسكرات في أغلب الأحيان، إلا أن شيوع تناولها أصبح يشكل «ظاهرة» بكل المقاييس. ومع أن الشمة تأتي كرديفٍ لأنواع التدخين في المجتمع فهي تبغ غير محروق رخص ثمنه وزاد انتشاره، ويشترك مع التدخين في الضرر والسمية، ويزيد على ذلك ضرراً بطريقة تحضيره وما يضاف إليه من مواد ضارة وخطرة لزيادة الكمية، حيث تطحن كل المواد مع التبغ المحروق لتختفي كل القذارة تحت لون واحد، ف «العطرون» و«الأسمنت» والملح والرماد و«الحناء» والتراب والطحين ومواد أخرى تصل إلى فضلات بعض الحيوانات والزجاج مكونات ل «الشمة» لزيادة الكمية المباعة. ويستغل الباعة المروجون لها فئة الشبان لبيعها عليهم، حيث انتشرت بشكل لافت في الأحياء والحارات بين أوساط الشبان، وفي المدارس المتوسطة والثانوية، وحتى في الأندية، وأصبحت رفيقاً لكثير من الشبان، وعادة إدمانية يصعب الفكاك منها بسهولة، رغم أنها مادة يجهل مشتروها مكوناتها الحقيقية، وساعد على انتشارها بين أوساطهم سهولة إخفائها، وعدم وجود رائحة لها عند استعمالها وسهولة حملها وتهريبها، فيما يكثر رواجها بين فئة الشبان الذين لا يملكون المال، ما يسهم مع الوقت في انحرافهم.