دمشق، نيقوسيا، بيروت - «الحياة»، أ ف ب - رويترز - قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن ما لا يقل عن 16 شخصاً قتلوا أمس برصاص الأمن بينهم 3 مجندين منشقين وجريح اعتقل أمس وأعيد مقتولاً بالرصاص أمس. يأتي ذلك فيما تحدث الناشطون عن تعرض مدينة حماة إلى حملة أمنية شرسة في مواجهات مع معارضين. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان إن «أربعة نشطاء كانوا متوارين عن الانظار استشهدوا أثر اطلاق النار عليهم خلال كمين نصبته لهم قوات الامن السورية في قرية بسنقول الواقعة في جبل الزاوية» في ريف ادلب (شمال غرب)، وذلك غداة عمليات عسكرية واشتباكات عنيفة جرت في هذه المنطقة بين الجيش ومنشقين سقط فيها عسكري منشق وستة مدنيين بينهم سيدة وطفل وجرح آخرون، كما افاد المرصد أول من أمس. كما أعلن المرصد «استشهاد عسكري منشق من قرية فركيا وإصابة ثلاثة آخرين بجروح أثناء قيامهم بالدفاع عن عناصر انشقوا من حاجز قرية حنتوتين في جبل الزاوية». وفي باب قبلي بحماة، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن «حملة أمنية شرسة جداً» تشن على المدينة قتلت خلالها قوات الأمن السورية خمسة مواطنين وجرحت أكثر من 18 آخرين، كما أغلقت جميع مداخل المدينة واعتلى القناصون أسطح الأبنية المرتفعة، وسمعت أصوات الرصاص الحي في أحياء مختلفة من المدينة أكثفها في حي باب قبلي الذي يحتوي على البث المباشر للتظاهرات. وفي حمص، أعلن المرصد السوري أن «مواطناً استشهد وأصيب سبعة بجراح أثر قصف بمدافع الهاون تعرض له حي باب هود» في المدينة، كما «استشهد سائق سيارة اجرة برصاص قناصة» في الحي نفسه. وبث ناشطون معارضون صورا قالوا إنها التقطت في حي باب هود بحمص، وتظهر عددا من الأشخاص يحاولون إنقاذ مدني من تحت أنقاض منزل يقولون إنه أصيب بقذيفة هاون أطلقها الجيش السوري المتمركز في قلعة سباع التاريخية في وسط المدينة. وفي داعل بمحافظة درعا أفاد ناشطون بأن عنصراً منشقاً قتل وأصيب مدنيان في اشتباك مع حاجز للجيش قتل فيه أيضاً ضابط في الجيش. اما في حلب فأفاد ناشطون بأن تظاهرة طلابية انطلقت في المدينة الجامعية هتفت بإسقاط النظام، وقد اقتحمت قوات الأمن مبنى الجامعة وهاجمت الطلاب واعتدت عليهم بالضرب الوحشي، وفق الهيئة العامة. وفي الميادين بدير الزور أفاد ناشطون بأنهم عثروا على جثة زميل لهم عليها آثار أعيرة نارية بعد ساعات من اعتقاله من قبل قوات الأمن. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن «مجموعة إرهابية مسلحة فتحت نيران أسلحتها الرشاشة على دورية لحفظ النظام في حي الجراجمة في مدينة حماه، وسط البلاد، ما أدى إلى استشهاد العميد عادل المصطفى والعنصرين هائل الغيبور وعلي خليل». غير أن ناشطين واتحاد التنسيقيات أفادوا بأن المصطفى قتل على يد جنود انشقوا من وحدته ورفضوا الأوامر بإطلاق النار على المدنيين. وقال اتحاد التنسيقيات إن المصطفى أشرف منذ بدأت الحركة الاحتجاجية على قتل عدد من المتظاهرين والمعارضين واعتقال الناشطين. وكانت الوكالة أعلنت سقوط «ضابط برتبة ملازم أول وجرح خمسة عناصر من قوات حفظ النظام برصاص عناصر إرهابية مسلحة في منطقة المعرة في محافظة إدلب، في شمال غربي البلاد». وأوضحت أن «عناصر المجموعة الإرهابية أطلقت الرصاص على قوات حفظ النظام في بلدة حنتوتين التابعة للمعرة ما أدى إلى استشهاد الضابط حسين علي عباس وإصابة خمسة عسكريين». وفي داريا في ريف دمشق، قالت «سانا» إن «مجموعة إرهابية مسلحة أقدمت ظهر أمس، على إطلاق النار على رئيس البلدية السابق حسن بوشناق أمام منزله في المدينة ما أدى إلى استشهاده». من جهة أخرى، أفادت «سانا» بأن «عبوة ناسفة زرعتها مجموعة إرهابية مسلحة على الخط الحديد بين بلدتي أبو الظهور وسنجار في منطقة الكيلومتر 125 في معرة النعمان، انفجرت ما أدى إلى وقوع أضرار مادية بالعوارض البيتونية والمعدنية لمسافة من 6 إلى 10 أمتار». وتابعت الوكالة الرسمية: «في إطار استهدافها للعقول والكوادر الفنية والخبرات الوطنية أقدمت مجموعات إرهابية مسلحة على اختطاف طبيب بيطري وقتله خنقاً والتنكيل بجثته وإطلاق النار على باص يقل 25 عاملاً من شركة توليد الطاقة الكهربائية في منطقة محردة عند مفرق خربة دامس أمس ما أدى إلى استشهاد مهندسة متأثرة بجروحها التي أصيبت بها نتيجة تعرضها لطلق ناري في الرأس على يد هذه المجموعات». كما أشارت إلى أنه «تم العثور في حي البياضة على جثمان الطبيب البيطرى نبيل سكروج الذي كانت اختطفته مجموعة إرهابية مسلحة قبل أيام». وفي حماه وسط البلاد، أفادت الوكالة بأن المهندسة فاطمة خليفة العاملة في الشركة العامة لتوليد الطاقة الكهربائية في محردة «استشهدت متأثرة بجروحها التي أصيبت بها أمس نتيجة تعرضها لطلق ناري في الرأس من قبل مجموعة إرهابية مسلحة حيث أسعفت إلى مستشفى مصياف الوطني». كما أشارت إلى سقوط عنصر من حفظ النظام وإصابة آخر وامرأة من سكان المدينة «إثر إطلاق مجموعة إرهابية مسلحة النار عليهم بالقرب من مجلس مدينة طفس» في جنوب سورية، وأن «عناصر وحدة الهندسة العسكرية في محافظة درعا فككت عبوتين ناسفتين كانتا معدتين للتفجير في أماكن مكتظة بالسكان». إلى ذلك، بث التلفزيون الحكومي مساء أول من أمس مقابلة مع عاصم محمد نديم المسدي «أحد مهربي الأسلحة، حيث قام بتهريب السلاح من منطقة عرسال في لبنان إلى المجموعات الإرهابية المسلحة في عدد من أحياء مدينة حمص» في وسط سورية. ونقلت عنه قوله إن «الأسلحة المهربة شملت قواذف آر بي جي وصواريخ متنوعة مضادة للدروع والدشم وبنادق آلية ورشاشات ومسدسات إضافة إلى الذخائر الخاصة بها». وفيما تواصلت التظاهرات المطالبة بإسقاط النظام، قالت مصادر إن دبابات الجيش الحكومي انسحبت من بلدة الزبداني بعد وقف القتال. وقال سكان في بلدة الزبداني أمس إن قوات الجيش انسحبت من البلدة الواقعة قرب لبنان بموجب اتفاق لوقف اطلاق النار. وقال ناشطون وسكان ان المدينة تبدو مثل مدينة اشباح مع انسحاب قوات الجيش وقوات المنشقين وهروب الآلاف من السكان واغلاق الغالبية العظمى من المحال. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن 445 مدنياً قتلوا منذ أن وصلت بعثة المراقبين العرب الى سورية في 26 كانون الاول (ديسمبر) للتحقق مما اذا كانت دمشق تنفذ خطة السلام العربية. وأضاف أن 146 فرداً من قوات الامن منهم 27 انشقوا وانضموا للمعارضة قتلوا أيضاً. ولا تشمل أرقام المرصد السوري 26 شخصاً تقول السلطات انهم قتلوا في تفجير انتحاري بدمشق في السادس من كانون الثاني (يناير). وقال رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري إن بعثة المراقبين أحدثت فارقاً في الاسبوع الاول، تمثل في تراجع عدد القتلى بصورة كبيرة وبعد ذلك ارتفع العدد. وأضاف أن أغلب الضحايا قتلوا في هجمات لقوات الامن وليس خلال تظاهرات مناهضة للنظام. ويشمل الرقم الذي يتحدث عنه المرصد السوري 13 شخصاً قال انهم قتلوا الاربعاء. وتقول لجان التنسيق المحلية للثورة السورية ان العدد بلغ 22 قتيلاً. وكانت مجموعة من السوريين العلويين قد استنكرت في بيان أول من أمس محاولات النظام السوري ربط الطائفة العلوية به، كما استنكرت سلوك أطراف من المعارضة الذي يضفي صفة طائفية على الحركة الاحتجاجية التي تعصف بالبلاد منذ منتصف آذار (مارس)، مؤكدين وحدة الشعب السوري. واستنكر الموقعون على البيان وبينهم صحافيون وكتاب «محاولة النظام من خلال الاعيبه الامنية والاعلامية ربط الطائفة العلوية خصوصاً والاقليات الدينية عموماً به». كما دانوا بالسوية نفسها «سلوك وتصريحات أطراف معارضة تحاول إضفاء صفة طائفية على انتفاضتنا التي كانت وما زالت انتفاضة كرامة بمطالب مدنية»، معتبرين هذه الاطراف «الوجه الآخر للنظام القمعي». وأكد الموقعون الذين اجبرتهم «الظروف والمسؤولية الوطنية إلى الاشارة مكرهين الى خلفياتنا الاجتماعية» دعمهم لكافة مطالب «انتفاضة الحرية مروراً باسقاط النظام بكافة رموزه وانتهاء ببناء دولة مدنية ديموقراطية تحترم جميع مواطنيها». br / ودعوا «المواطنين السوريين العلويين وأبناء الاقليات الدينية والقومية المتخوفين مما سيلي انهيار النظام الى المشاركة في اسقاط النظام القمعي والمساهمة في بناء الجمهورية السورية الجديدة، دولة القانون والمواطنة». كما اكدوا «وحدة الشعب السوري بكافه أطيافه الدينية والقومية والعمل على بناء دولة حرة ديموقراطية تحفظ حقوق مواطنيها بالتساوي وهذا يتم بداية باسقاط النظام الاستبدادي الحالي». وطالب الموقعون الجيش السوري «بالتوقف عن تنفيذ اوامر القتل ضد المتظاهرين السلميين»، مدينين «اعمال القمع الوحشية التي يقوم بها أزلام النظام اياً كانوا ولأي جماعة دينية أو قومية انتموا». ومن الموقعين على البيان الشاعرة ربا حسن والشاعرة والمدونة رشا عمران والكاتبة روزا ياسين حسن والممثلة لويز عبدالكريم علي والصحافيتان رولا الاسد وخولة دنيا والكاتبة سمر يزبك والصحافي يامن حسين والممثلة ايمان الجابر.