قديماً قالوا «الشق أكبر من الرقعة»، أي هناك «رقعة» لكن يعيبها صغر حجمها فقط، واليوم يبدو أنه حتى الرقعة «مشقوقة» وتحتاج إلى من يرقعها، فلم يعد صغر حجمها هو العيب الوحيد فقط، بل تجاوز ذلك للشقوق الموجودة بها! هذه هي حال رياضتنا السعودية، مع الأسف، إن لم يكن عموم حال خططنا ومنهجيتنا في تحريك عجلة التطوير والنهوض بهذا الوطن. فحلول الاتحاد الرياضي لدينا، على سبيل المثال، تحتاج لحلول، وبرامج تطوير تحتاج إلى تطوير لوائحه التنظيمية، وتحتاج لتنظيم، فليس من المعقول أن تصل الحال في رياضتنا إلى هذه الدرجة، وإلى هذا التردي، وإلى هذا المستوى المتدني. فالمنتخب الكروي الأول لكرة القدم، على سبيل المثال، لا يحتكر الفشل والتراجع، بل هو جزء من كل، فاتساع دائرة الفشل لتشمل جميع الرياضات شيء خطر وسابقة تستحق الوقوف عندها والتأمل طويلاً! لكن الغريب في الأمر أن جٌل من يناقشون الوضع الرياضي لدينا يقفون عند التراجعات الوقتية ولا ينظرون إلى الأسباب الحقيقية لتلك النكسات الكبيرة والمتوالية، وأن سوء التخطيط ونقص الكفاءات وآلية الاختيار وانتشار الفساد هي من أهم عوامل هذا التراجع المخيف! بل لم أستمع يوماً لأحد المنتمين للوسط الرياضي يناقش حجم الموازنات التي تُصرف على الرياضيين، على سبيل المثال، ولا على البعثات الرياضية داخل وخارج المملكة، ناهيك عن العدد الكبير للمرافق والأندية الرياضية والعاملين فيها، والمبالغ التي تصلها، أو التي تُصرف لها من الدولة... وقد لا تصلها! يبدو أن الاتحاد الرياضي لدينا لا يعلم أن تلك الأموال كان بالإمكان استثمارها لفائدة المواطن، بدلاً من أن تُصرف في أوجه لم تعد تعود بنفع على الوطن أو المواطن! يجب محاسبة الاتحاد الرياضي ومنسوبيه كافة على هدر تلك الأموال وعدم الاستفادة منها بالشكل المطلوب. كما يجب محاسبة المقصرين في الاتحاد الرياضي من إداريين وفنيين على أي تقصير أو تراخٍ حصل، بل وعلى الفشل الذريع الذي تعانيه رياضتنا السعودية، صغر حجمهم هؤلاء الإداريون والفنيون أم كبر! فكما أن لهم مميزات ضخمه لشغلهم تلك المناصب، فيجب أن يكون لهم عقاب على التقصير والفشل الذي حصل! فمجدنا الرياضي لا يعيده تصريح جريء، وطموحنا الكبير لا يوصلنا إليه بشتٌ منمق، وهمتنا العالية لا يكسرها سوى ما سبق! [email protected]