على مدى عقود، ظلت لقاءات الأهلي والهلال في ذاكرة الأجيال، مهما تغيرت المواقع، وباعدت المسافات بين العملاقين الكبيرين، فالأهلي هو الأهلي، والهلال هو الهلال. ولعلّ الحقيقة التي لا تقبل التشكيك، أن هذين الفريقين هما من فصيلة الفرق التي تلعب من أجل إدخال البهجة والفرح إلى نفوس المتفرجين، حتى وإن جاء ذلك على حساب فقد النقاط والتراجع في سلم الترتيب. كلنا نعرف أن اللعب في الدوري يمثل للفرق الطامحة إلى الفوز ببطولته، وهذا هدف رئيسي تضع له هذه الفرق كل إمكاناتها المالية والبشرية، كتأكيد على أن طموحات الفرق الكبيرة ليس لها حدود أو نهاية. في سنوات ماضية كان الهلال إما صاحب المركز الأول، أو الثاني، وكان الأهلي إما رابعاً، أو سادساً، أو ثامناً، ومع ذلك لم تكن لقاءات الفريقين تخلو من الإثارة والندية والتشويق. لكنني لا أرى أن الوضع في هذا الموسم يختلف عن مواسمه السابقة، حتى وإن كان الأهلي هو صاحب الصدارة، فالهلال هو ثالث الترتيب، والفارق النقطي لا يتجاوز النقطتين، وهو رقم يمكن كسره، وبالتالي حدوث تغيير في المراكز. لكن الذي اختلف في الأهلي ليس صدارته لفرق الدوري، فهذه الصدارة سبق له أن حققها في مواسم سابقة، آخرها كان موسم 2000-2001 ، بل في طموحات الفوز باللقب الذي غاب عنه الأهلي ما يقارب من عقدين وبضع سنوات. هنا يمكن أن نقول إن لقاء الليلة بين القلعة والزعيم، لا يمكن التكهن بنتيجته، إلاّ أنني أتوقع أن جموع المتفرجين داخل الملعب، والمشاهدين عبر القناة الناقلة سيستعيرون هذا المساء شعار روتانا خليجية «مش هتقدر تغمض عينيك». اليوم إن فاز الأهلي فهو يستحق الفوز ومواصلة الصدارة.. وإن فاز الهلال فهو جدير بذلك.. وإن أفضت المباراة إلى التعادل.. فهذه نهاية طبيعية للقاءات الكبار.. ولن أقول مثل غيري.. إن لقاء هذا المساء سينتهي بالتعادل.. سيفوز أحدهما .. الأهلي أقرب.. والهلال يعرف من أين تؤكل الكتف. دعونا نستمتع بلقاء الكبيرين، ولا تشغلونا بإثارة من خارج الملعب، فخسارة الأهلي إن حدثت، فإنها لا تقلل من حجم العمل الكبير الذي يبذل داخل القلعة، ولن تخرجه من المنافسة على اللقب.. وخسارة الهلال لن تلغي زعامته، ولن تقضي على طموحاته بالمنافسة على ذات اللقب. تحويلة: لقب الدوري.. إما للأهلي.. أو للهلال..! [email protected]