أكد رئيس الهيئة العامة للغذاء والدواء الدكتور محمد الكنهل أن الهيئة تحمل عبئاً كبيراً في مراقبة المنتجات الموجودة في السوق، خصوصاً وأن سوق السعودية تستورد البضائع من جميع دول العالم. وقال في لقائه بمقعد تجار جدة المنبثق من الغرفة التجارية الصناعية مساء أول من أمس «الأحد»: «نحن نقوم في المملكة بالاستيراد من أي بلد في العالم وهذا عبء كبير وضخم على الهيئة»، لافتاً إلى أن هيئة الغذاء والدواء في السعودية شهيرة على الصعيد العالمي أكثر من شهرتها في الصعيد المحلي. وعن مشكلات المبيدات الحشرية علق الكنهل: «مشكلتنا أن أي مبيد في الدنيا يصل في السعودية سواء كان آمناً أو غير آمن، وهناك مبيدات لا نعلم حتى عن مدى سميتها، وهذا يعود إلى أننا نستورد من أي مكان في العالم, ولكن الهيئة ستتعامل مع هذا الأمر بجدية وسنتعامل مع المبيد مثل تعاملنا مع الدواء وسيتم فرض رقابة صارمة عليها». ونوه الكنهل بأن الهيئة مستهدفة بالنقد غير الهادف وغير البناء وذلك من بعض الجهات، وأضاف: «الهدف الأول للهيئة هو حماية المستهلك وغذاؤه ودواؤه، والهدف الثاني هو الرفع من المستوى الصناعي والإنتاجي وهذه الأهداف بكل تأكيد لا تتقاطع مع رجال الأعمال أبداً». وأكد أن الهيئة تعمل بعقلية مختلفة وتتضمن هذه العقلية «الشفافية والوضوح والمصداقية»، (على حد قوله)، وأوضح أن من أهم منهجيات عمل الهيئة هي تبني التقنيات الحديثة ومشاركة الجهات ذات العلاقة في صياغة نظم الهيئة. وأشار الكنهل إلى إنهاء الهيئة العامة للغذاء والدواء خطتها الخماسية، وهي الآن تقوم بمراجعة هذه الخطة، علاوةً على إعداد خطة جديدة للفترة المستقبلية، لافتاً إلى أن الهيئة تستفيد من التجارب الناجحة للدول الأخرى وتدرس هذه التجارب. وكشف الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للغذاء والدواء خلال جلسة المقعد عن إطلاق الهيئة للمؤتمر العالمي الأول للرقابة على الغذاء الحلال والمعرض المصاحب له تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال الفترة من 20 إلى 23 /3/ 1433 في الرياض بمشاركة أكثر من 14 دولة إسلامية وغير إسلامية مهتمة بالغذاء الحلال كأميركا والبرازيل والهند وفرنسا وروسيا وكندا وإيطاليا وكرواتيا ونيوزلندا وبنغلاديش والإمارات العربية المتحدة وماليزيا وتركيا والذي يعد الأول من نوعه لأنه يجمع علماء الاختصاص الشرعي والفني والتقني ومختصي الرقابة على طاولة واحدة تحت مظلة المؤتمر وهو ما يعكس مكانة المملكة باعتبارها قلب العالم الإسلامي ومهبط الوحي وتأكيداً للدور الرائد الذي تقوم به حكومة المملكة لخدمة الإسلام والمسلمين في أقطار المعمورة كافة. وفي نهاية حديثه دعا المستهلكين إلى زيارة الموقع الإلكتروني للهيئة على شبكة الإنترنت، إذ يتم الإعلان فيه عن جميع المنتجات الضارة في الموقع، وقال: «نحن نحاول بقدر الإمكان الحفاظ على موقعنا من أي اختراق على رغم المحاولات التي تريد اختراق الموقع وذلك بحكم عالم الإنترنت المعروف» . من جهته، اعتبر نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الدواء في الهيئة العامة للغذاء والدواء الدكتور صالح باوزير أن سوق المستحضرات التجميلية في المنطقة كانت تعيش بلا «رقابة»، وأن من أبرز مهام الهيئة التأكد من سلامة المستحضرات التجميلية إلى جانب مسؤوليتها عن فعالية وجودة الدواء ومراقبة ورصد آثاره الجانبية، مؤكداً أن شركات الأدوية تستعد للهجوم على السوق السعودية وذلك لتطور سوق الدواء في المملكة. وحول الإجراءات التي تتخذها الهيئة مع الشركات الراغبة في تصديق أدويتها من الهيئة، أوضح أن من إجراءات «الغذاء والدواء» استخدام ملف طبي للدواء، وهو الملف نفسه الذي تستخدمه دول أميركا وكندا وأستراليا، وأدرف بالقول: «يجب أن نفخر جميعاً بالدواء السعودي، وذلك لسمعته ولجودته العالمية»، مؤكداً أن الهيئة في حاجة إلى 50 مفتشاً على الأقل خلال العامين المقبلين وذلك لأداء مهام هذا القطاع. إلى ذلك، أوضح نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الغذاء في الهيئة الدكتور إبراهيم المهيزع أن الحديث عن قطاع الغذاء في السعودية هو الحديث بطريقةٍ أخرى عن 90 بليون ريال سعودي، فهو قطاع هائل وضخم (حسب تقديره الشخصي) ، وكشف أن 85 في المئة من إرساليات الأغذية هي إرساليات مفسوحة وذلك خلال عام 1431، وقال: «هناك مختبرات انتقلت من وزارة التجارة إلى الهيئة، وقمنا بتأهيلها وتطويرها بالوسائل والتقنيات الحديثة، ولدينا سعوديون مدربون ومؤهلون يعملون في هذه المختبرات وفي إدارة قطاع الغذاء عموماً» . وأكد المهيزع أن لدى الهيئة 400 طالب مبتعث لدرجة الماجستير والدكتوراه، وذلك في مختلف التخصصات كالصيدلة واختصاصات التغذية.