نسمع بين حين وآخر من يستنكر تصنيف الناس، بل ويشنع على من يصنف، ونسمع أيضاً ان بعض مروجي المخدرات مصاصي الدماء يشوهون شخصيات وطنية وأدبية وسياسية وإعلامية، ولكن هيهات ان ينالوا منا، فالرد على مثل هذا القول له وجوه عدة، من أبرزها: قول الله عز وجل: «إن سعيكم لشتى». فماذا قال المفسرون عن هذه الآية الكريمة؟ قال أغلبهم في تفسيرها: إن عملكم لمختلف أيها الناس؛ لأن منكم الكافر بربّه، والعاصي له في أمره ونهيه، والمؤمن به، والمطيع له في أمره ونهيه. فمن كان سعيه للخير وفي الخير كان مآله الجنة، ومن كان سعيه في الشر والفساد والمخدرات والزنى فمآله النار خالداً فيها. وقول الرسول صلوات الله وسلامه عليه: «تجدون الناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا». ذكر الحافظ بن حجر في كتابه «فتح الباري» عن هذا الحديث: «تجدون الناس معادن... أي أصولاً مختلفة، والمعادن جمع معدن، وهو الشيء المستقر في الأرض، فتارة يكون نفيساً وتارة يكون خسيساً، وكذلك الناس». انتهى كلام ابن حجر. كما جاء في المثل المشهور: «من كان الناس عنده سواء فليس لعلته دواء»، من هنا وفقني الله لكتابة أسطر قليلة ولا أعلم ماذا أسميها أهي نظم منثور أم نثر منظوم، إنما الأمر المؤكد والحقيقة الثابتة أنها ليست شعراً، فالشعر سُلّم طويل مرتقاه صعب على كثير من الناس وعليَّ أصعب. إن النظرة التي يعيشها البعض ليست سوداء أو معتمة إلى هذا الحد، بل هناك مساحات جميلة يمكننا أن نتحرك فيها، وأن نحقق ما نريده في هذه الحياة. لا يخلو أي بلد من المنافقين فالخير والشر من طبائع البشر التي خلقت عليها، والقرآن الكريم تحدث عنهم كثيراً ونبيّنا الكريم حذر من المنافقين وجاء في الحديث «آية المنافق ثلاث، اذ تحدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتُمن خان». أما البحث عن المخلصين فهو كالبحث عن حبة رز في كومة من التراب لأنهم نادرون ك «الألماس» الخالص وعندها نبحث مرة أخرى عن المخلصين لا لشيء إلا لأنهم هم من يعطي النصح ويبذل الجهد ويشيع الخير. نبحث عن المخلص لأنه صادق مع نفسه ومع الآخرين ولا يبتغي شيئاً أو مقابلاً ولا يهمه سوى قول كلمة الحق. أما المنافقون متعاطو المخدرات الذين انتهكوا أعراض الناس في منازلهم فهم يعيثون في الأرض فساداً، يدنسون، عندما يمارسون الكذب، يُجمّلون القبيح عندما تحركهم مصالحهم، يقولون إن الوطنية أحياناً ليست جواز سفر. ويعتقدون أن كل شيء حكر عليهم فقط وهم أحرص الناس على كل شيء، وبشهادة التاريخ لا يدمر الأوطان والشعوب إلا النفاق، ولا يرتقي بالأوطان والشعوب الا المخلصون لله ولدينهم.